كسوة الكعبة وطيبها فأخذ أموال التجار وكسوة الكعبة وطيبها وقدم الحاج والتجار مكة عراة مسلبين فبلغ ذلك أبا إسحاق بن الرشيد وهو نازل بمكة في دار القوارير فجمع إليه القواد فشاورهم فقال له الجلودي وذلك قبل التروية بيومين أو ثلاثة أصلح الله الأمير أنا أكفيكهم أخرج إليهم في خمسين من نخبة أصحابي وخمسين انتخبهم من سائر القواد فأجابوه إلى ذلك فخرج الجلودي في مائة حتى صبح العقيلي وأصحابه ببستان ابن عامر فأحدق بهم فأسر أكثرهم وهرب من هرب منهم يسعى على قدميه فأخذ كسوة الكعبة إلا شيئا كان هرب به من هرب قبل ذلك بيوم واحد وأخذ الطيب وأموال التجار والحاج فوجه به إلى مكة ودعا بمن أسر من أصحاب العقيلي فأمر بهم فقنع كل رجل منهم عشرة أسواط ثم قال اعزبوا يا كلاب النار فوالله ما قتلكم وعر ولا في أسركم جمال وخلى سبيلهم فرجعوا إلى اليمن يستطعمون في الطريق حتى هلك أكثرهم جوعا وعريا (وخالف) ابن أبي سعيد على الحسن بن سهل فبعث المأمون بسراج الخادم وقال له إن وضع على يده في يد الحسن أو شخص إلى بمرو وإلا اضرب عنقه فشخص إلى المأمون مع هرثمة بن أعين (وفى هذه السنة) شخص هرثمة في شهر ربيع الأول منها من معسكره إلى المأمون بمرو * ذكر الخبر عن شخوص هرثمة إلى المأمون وما آل إليه أمره في مسيره ذلك * ذكر أن هرثمة لما فرغ من أمر أبى السرايا ومحمد بن محمد العلوي ودخل الكوفة أقام في معسكره إلى شهر ربيع الأول فلما أهل الشهر خرج حتى أتى نهر صرصر والناس يرون أنه يأتي الحسن بن سهل بالمدائن فلما بلغ نهر صرصر خرج على عقرقوف ثم خرج حتى أتى البردان ثم أتى النهروان ثم خرج حتى أتى إلى خراسان وقد أتته كتب المأمون في غير منزل أن يرجع فيلي الشأم أو الحجاز فأبى وقال لا أرجع حتى ألقى أمير المؤمنين إدلالا منه عليه لما كان يعرف من نصيحته له ولآبائه وأراد أن يعرف المأمون ما يدبر عليه الفضل ابن سهل وما يكتم عنه من الاخبار وألا يدعه حتى يرده إلى بغداد دار خلافة (9 - 7)
(١٢٩)