وصرف محمد بن الفضل الجرجرائي (وفيها) حج محمد المنتصر وحجت معه جدته شجاع أم المتوكل فشيعها المتوكل إلى النجف (وفيها) هلك أبو سعيد محمد بن يوسف المروزي الكبح فاه ذكر أن فارس بن بغا الشرابي وهو خليفة أبيه عقد لأبي سعيد هذا وهو مولى طيئ على آذربيجان وأرمينية فعسكر بالكرخ كرخ فيروز فلما كان لسبع بقين من شوال وهو بالكرخ مات فجاءة لبس أحد خفيه ومد الآخر ليلبسه فسقط ميتا فولى المتوكل ابنه يوسف ما كان أبوه وليه من الحرب وولاه بعد ذلك خراج الناحية وضياعها فشخص إلى الناحية فضبطها ووجه عماله في كل ناحية (وحج) بالناس في هذه السنة المنتصر محمد بن جعفر المتوكل * ثم دخلت سنة سبع وثلاثين ومائتين * * ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث * فمن ذلك ما كان من وثوب أهل أرمينية بيوسف بن محمد فيها * ذكر الخبر عن سبب وثوبهم به * قد ذكرنا فيما مضى قبل سبب استعمال المتوكل يوسف بن محمد هذا على أرمينية فأما سبب وثوب أهل أرمينية به فإنه كان فيما ذكر أنه لما صار إلى عمله من أرمينية خرج رجل من البطارقة يقال له بقراط بن أشوط وكان يقال له بطريق البطارقة يطلب الامارة فأخذه يوسف بن محمد وقيده وبعث به إلى باب الخليفة فأسلم بقراط وابنه فذكر أن يوسف لما حمل بقراط بن أشوط اجتمع عليه ابن أخي بقراط بن أشوط وجماعة من بطارقة أرمينية وكان الثلج قد وقع في المدينة التي فيها يوسف وهى فيما قيل طرون فلما سكن الثلج أناخوا عليها من كل ناحية وحاصروا يوسف ومن معه في المدينة فخرج يوسف إلى باب المدينة فقاتلهم فقتلوه وكل من قاتل معه فأما من لم يقاتل معه فإنهم قالوا له ضع ثيابك وانج عريانا فطرح قوم منهم كثير ثيابهم ونجوا عراة حفاة فمات أكثرهم من البرد
(٣٦٦)