عبيد الله بن الوضاح فقال له أيهم أنت قال أنا عبيد الله بن الوضاح قال نعم فجزاك الله خيرا فما أشكرني لما كان منك من أمر الثلج ولو قد لقيت أخي أبقاه الله لم أدع أن أشكرك عنده وسألته مكافأتك عنى قال فبينا نحن كذلك وقد أمر هرثمة بالحراقة أن تدفع إذ شد علينا أصحاب طاهر في الزواريق والشذوات وعطعطوا وتعلقوا بالسكان فبعض يقطع السكان وبعض ينقب الحراقة وبعض يرمى بالآجر والنشاب قال فنقبت الحراقة فدخلها الماء فغرقت وسقط هرثمة إلى الماء فأخرجه ملاح وخرج كل واحد منا على حيله ورأيت محمدا حين صار إلى تلك الحال قد شق عليه ثيابه ورمى بنفسه إلى الماء قال فخرجت إلى الشط فعلقني رجل من أصحاب طاهر فمضى بي إلى رجل قاعد على كرسي من حديد على شط دجلة في ظهر قصر أم جعفر بين يديه نار توقد فقال بالفارسية هذا رجل خرج من الماء ممن غرق من أهل الحراقة فقال لي من أنت قلت من أصحاب هرثمة أنا أحمد بن سلام صاحب شرطة مولى أمير المؤمنين قال كذبت فاصدقني قال قلت قد صدقتك قال فما فعل المخلوع قلت قد رأيته حين شق عليه ثيابه وقذف بنفسه في الماء قال قدموا دابتي فقدموا دابته فركب وأمر بي أن أجنب قال فجعل في عنقي حبل وجنبت وأخذ في درب الرشدية فلما انتهى إلى مسجد أسد بن المرزبان انبهرت من العدو فلم أقدر أن أعدو فقال الذي يجنبنى قد قام هذا الرجل وليس يعد وقال أنزل فخذ رأسه فقلت له جعلت فداك لم تقتلني وأنا رجل على من الله نعمة ولم أقدر على العدو وأنا أفدى نفسي بعشرة آلاف درهم قال فلما سمع ذكر العشرة آلاف درهم قلت تحبسني عندك حتى تصبح وتدفع إلى رسولا حتى أرسله إلى وكيلي في منزلي في عسكر المهدى فإن لم يأتك بالعشرة آلاف فاضرب عنقي قال قد أنصفت فأمر بحملي فحملت ردفا لبعض أصحابه فمضى بي إلى دار صاحبه دار أبى صالح الكاتب فأدخلني الدار وأمر غلمانه أن يحتفظوا بي وتقدم إليهم وأوعز وتفهم منى خبر محمد ووقوعه في الماء ومضى إلى طاهر ليخبره خبره فإذا هو إبراهيم البلخي قال فصيرني غلمانه في بيت من بيوت الدار فيه بوار ووسادتان
(٨٢)