وقد كان علي بن أبي سعيد لما أخذ المدائن توجه إلى واسط فأخذها ثم إنه توجه إلى البصرة فلم يقدر على أخذها حتى انقضت سنة 199 * ثم دخلت سنة مائتين * * ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث * فمما كان فيها من ذلك هرب أبى السرايا من الكوفة ودخول هرثمة إليها: ذكر أن أبا السرايا هرب هو ومن معه من الطالبيين من الكوفة ليلة الأحد لأربع عشرة ليلة بقية من المحرم من سنة 200 حتى أتى القادسية ودخل منصور بن المهدى وهرثمة الكوفة صبيحة تلك الليلة وآمنوا أهلها ولم يعرضوا لاحد منهم فأقاموا بها يومهم إلى العصر ثم رجعوا إلى معسكرهم وخلفوا بها رجلا منهم يقال له غسان بن أبي الفرج أبو إبراهيم بن غسان صاحب حرس صاحب خراسان فنزل في الدار التي كان فيها محمد بن محمد وأبو السرايا ثم إن أبا السرايا خرج من القادسية هو ومن معه حتى أتوا ناحية واسط وكان بواسط علي بن أبي سعيد وكانت البصرة بيد العلويين بعد فجاء أبو السرايا حتى عبر دجلة أسفل من واسط فأتى عبدسى فوجد بها مالا كان حمل من الأهواز فأخذه ثم مضى حتى أتى السوس فنزلها ومن معه وأقام بها أربعة أيام وجعل يعطى الفارس ألفا والراجل خمسمائة فلما كان اليوم الرابع أتاهم الحسن ابن علي الباذغيسي المعروف بالمأموني فأرسل إليهم اذهبوا حيث شئتم فإنه لا حاجة لي في قتالكم وإذا خرجتم من عملي فلست أتبعكم فأبى أبو السريا الا القتال فقاتلهم فهزمهم الحسن واستباح عسكرهم وجرح أبو السرايا جراحة شديدة فهرب واجتمع هو ومحمد بن محمد وأبو الشوك وقد تفرق أصحابهم فأخذوا ناحية طريق الجزيرة يريدون منزل أبى السرايا برأس العين فلما انتهوا إلى جلولاء عثر بهم فأتاهم حماد الكندغوش فأخذهم فجاء بهم إلى الحسن بن سهل وكان مقيما بالنهروان حين طردته الحربية فقدم بأبي السرايا فضرب عنقه يوم الخميس لعشر خلون من ربيع الأول وذكر أن الذي تولى ضرب عنقه هارون بن محمد بن
(١٢٢)