وخراج هذه الأعمال كان يوم مات ثمانية وأربعين ألف ألف درهم فولى الواثق أعمال عبد الله بن طاهر كلها ابنه طاهرا (وحج) في هذه السنة إسحاق بن إبراهيم ابن مصعب فولى احداث الموسم (وحج) بالناس في هذه السند محمد بن داود * ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين ومائتين * * ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث * فمن ذلك ما كان من أمر الفداء الذي جرى على يد خاقان الخادم بين المسلمين والروم في المحرم منها فبلغت عدة المسلمين فيما قيل أربعة آلاف وثلثمائة واثنين وستين إنسانا (وفيها) قتل من قتل من بنى سليم بالمدينة في حبس بغا * ذكر الخبر عن سبب قتلهم وما كان من أمرهم * ذكر أن بغا لما صار إليه بنو هلال بذات عرق فأخذ منهم من ذكرت أنه أخذ منهم شخص معتمرا عمرة المحرم ثم انصرف إلى المدينة فجعل كل من أخذ من بنى هلال واحتبسهم عنده مع الذين كان أخذ من بنى سليم وجمعهم جميعا في دار يزيد بن معاوية في الأغلال والأقياد وكانت بنو سليم حبست قبل ذلك بأشهر ثم سار بغا إلى بنى مرة وفي حبس المدينة نحو من ألف وثلثمائة رجل من بنى سليم وهلال فنقبوا الدار ليخرجوا فرأت امرأة من أهل المدينة النقب فاستصرخت أهل المدينة فجاؤوا فوجدوهم قد وثبوا على الموكلين بهم فقتلوا منهم رجلا أو رجلين وخرج بعضهم أو عامتهم فأخذوا سلاح الموكلين بهم واجتمع عليهم أهل المدينة أحرارهم وعبيدهم وعامل المدينة يومئذ عبد الله بن أحمد بن داود الهاشمي فمنعوهم الخروج وباتوا محاصريهم حول الدار حتى أصبحوا وكان وثوبهم عشية الجمعة وذلك أن عزيزة بن قطاب قال لهم إني أتشأم بيوم السبت ولم يزل أهل المدينة يعتقبون القتال وقاتلتهم بنو سليم فظهر أهل المدينة عليهم فقتلوهم أجمعين وكان عزيزة يرتجز ويقول لا بد من زحم وإن ضاق الباب * إني أنا عزيزة بن القطاب للموت خير للفتى من العاب * هذا وربى عمل للبواب
(٣٢٤)