من داره ثم ماتوا بعد وجرح في هذه السنة في شوال إسحاق بن إبراهيم جرحه خادم له (وحج) بالناس فيها محمد بن داود * ثم دخلت سنة أربع وعشرين ومائتين * * ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث * فمما كان فيها من ذلك اظهار مازيار بن قارن بن ونداهر مز بطبرستان الخلاف على المعتصم ومحاربته أهل السفح والامصار منها * ذكر الخبر عن سبب إظهاره الخلاف على المعتصم * * وفعله ما فعل من الوثوب بأهل السفح * ذكر أن السبب في ذلك كان أن مازيار بن قارن كان منافرا لآل طاهر لا يحمل إليهم الخراج وكان المعتصم يكتب إليه يأمره بحمله إلى عبد الله بن طاهر فيقول لا أحمله إليه ولكني أحمله إلى أمير المؤمنين فكان المعتصم إذا حمل المازيار إليه الخراج يأمر إذا بلغ المال همذان رجلا من قبله أن يستوفيه ويسلمه إلى صاحب عبد الله بن طاهر ليرده إلى خراسان فكانت هذه حاله في السنين كلها ونافر آل طاهر حتى تفاقم الامر بينهم وكان الأفشين يسمع من المعتصم أحيانا كلاما يدل على أنه يريد عزل آل طاهر عن خراسان فلما ظفر الأفشين ببابك ونزل من المعتصم المنزلة التي لم يتقدمه فيها أحد طمع في ولاية خراسان وبلغته منافرة مازيار آل طاهر فرجا أن يكون ذلك سببا لعزل عبد الله بن طاهر فدس الأفشين الكتب إلى المازيار يستميله بالدهقنة ويعلمه ما هو عليه من المودة له وأنه قد وعد ولاية خراسان فدعا ذلك المازيار إلى ترك حمل خراجه إلى عبد الله ابن طاهر وواتر عبد الله بن طاهر الكتب فيه إلى المعتصم حتى أوحش المعتصم منه وأغضبه عليه وحمل ذلك المازيار إلى أن وثب وخالف ومنع الخراج وضبط جبال طبرستان وأطرافه وكان ذلك مما يسر الأفشين ويطمعه في الولاية فكتب المعتصم إلى عبد الله بن طاهر يأمره بمحاربة مازيار وكتب الأفشين إلى المازيار
(٢٨٣)