وراسلهم طاهر وراسلوه فأخذ رهائنهم على بذل الطاعة له وكتب إليهم فأعطاهم الأمان وبذل لهم الأموال ثم قدم فصار إلى البستان الذي على باب الأنبار يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة فنزل البستان بقواده وأجناده وأصحابه ونزل من لحق بطاهر من المستأمنة من قواد محمد وجنده في البستان وفى الأرباض وألحقهم جميعا بالثمانين في الأرزاق وأضعف للقواد وأبناء القواد الخواص وأجرى عليهم وعلى كثير من رجالهم الأموال ونقب أهل السجون السجون وخرجوا منها وفتن الناس ووثب على أهل الصلاح الدعار والشطار فعز الفاجر وذل المؤمن واحتل الصالح وساءت حال الناس إلا من كان في عسكر طاهر لتفقده أمرهم وأخذه على أيدي سفهائهم وفساقهم واشتد في ذلك عليهم وغادى القتال وراحه حتى تواكل الفريقان وخربت الدار (وحج) بالناس في هذه السنة العباس بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي من قبل طاهر ودعا للمأمون بالخلافة و؟
أول موسم دعى له فيه بالخلافة بمكة والمدينة * ثم دخلت سنة سبع وتسعين ومائة * *؟ كر الخبر عما كان فيها من الاحداث * ففي هذه السنة لحق القاسم بن هارون الرشيد ومنصور بن المهدى بالمأمون من العراق فوجه المأمون القاسم إلى جرجان (وفيها) حاصر طاهر وهرثمة وزهير بن المسيب محمد بن هارون ببغداد ذكر الخبر عما آل إليه أمر حصارهم في هذه السنة وكيف كان الحصار فيها ذكر محمد بن يزيد التميمي وغيره أن زهير بن المسيب الضبي نزل قصر رقة كلواذى ونصب المجانيق والعرادات واحتفر الخنادق وجعل يخرج في الأيام عند اشتغال الجند بحرب طاهر فيرمى بالعرادات من أقبل وأدبر ويعشر أموال التجار ويجبى السفن وبلغ من الناس كل مبلغ وبلغ أمره طاهرا وأتاه الناس فشكوا إليه ما نزل بهم من زهير بن المسيب وبلغ ذلك هرثمة فأمده بالحند وقد كاد يؤخذ (4 - 7)