وكانت تركز بين يديه في الفناء فيصلى إليها فأمر المتوكل بحملها بين يديه فكان يحملها بين يديه صاحب الشرطة ويحمل حربته خليفة صاحب الشرطة (وفيها) غضب المتوكل على بختيشوع وقبض ماله ونفاه إلى البحرين فقال أعرابي يا سخطة جاءت على مقدار * ثار له الليث على اقتدار منه وبختيشوع في اغترار * لما سعى بالسادة الأقمار بالأمراء القادة الأبرار * ولاة عهد السيد المختار وبالموالى وبنى الأحرار * رمى به في موحش القفار بساحل البحرين للصغار (وفى هذه السنة) اتفق عيد المسلمين الأضحى وشعانين النصارى وعيد الفطر لليهود (وحج) بالناس فيها عبد الصمد بن موسى * ثم دخلت سنة خمس وأربعين ومائتين * * ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث * (ففيها) أمر المتوكل ببناء الماحوزة وسماها الجعفري وأقطع القواد وأصحابه فيها وجد في بنائها وتحول إلى المحمدية ليتم أمر الماحوزة وأمر بنقض القصر المختار والبديع وحمل ساجهما إلى الجعفري وأنفق عليها فيما قيل أكثر من ألفى ألف دينار وجمع فيها القراء فقرؤا وحضر أصحاب الملاهي فوهب لهم ألفى ألف درهم وكان يسميها هو وأصحابه الخاصة المتوكليه وبنى فيها قصرا سماه لؤلؤة لم ير مثله في علوه وأمر بحفر نهر يأخذ رأسه خمسة فراسخ فوق الماحوزة من موضع يقال له كرمى يكون شربا لما حولها من فوه النهر إليها وأمر بأخذ جبلتا والخصاصة العليا والسفلى وكرمى وحمل أهلها على بيع منازلهم وأرضهم فأجبروا على ذلك حتى تكون الأرض والمنازل في تلك القرى كلها له ويخرجهم عنها وقدر للنهر من النفقة مائتي ألف دينار وصير النفقة عليه إلى دليل بن يعقوب النصراني كاتب بغا في ذي الحجة من سنة 245 وألقى في حفر النهر اثنى عشر ألف رجل يعملون فيه فلم يزل دليل يعتمل فيه ويحمل المال بعد المال
(٣٨٢)