الكوفة يقال لها ماردة * وذكر عن الفضل بن مروان أنه قال كانت أم المعتصم ماردة سغدية وكان أبوها نشأ بالسواد قال أحسبه بالبندنيجين وكان للرشيد من ماردة مع أبي إسحاق أبو إسماعيل وأم حبيب وآخران لم يعرف أسماؤهما * وذكر عن أحمد بن أبي دؤاد أنه قال تصدق المعتصم ووهب على يدي وبسببي بقيمة مائة ألف ألف درهم * خلافة هارون الواثق أبى جعفر * وبويع في يوم توفى المعتصم ابنه هارون الواثق بن محمد المعتصم وذلك في يوم الأربعاء لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة 227 وكان يكنى أبا جعفر وأمه أم ولد رومية تسمى قراطيس وهلك هذه السنة توفيل ملك الروم وكان ملكه اثنتي عشرة سنة (وفيها) ملكت بعده امرأته تدورة وابنها ميخائيل بن توفيل صبي (وحج) بالناس فيها جعفر بن المعتصم وكانت أم الواثق خرجت معه تريد الحج فماتت بالحيرة لأربع خلون من ذي القعدة ودفنت بالكوفة في دار داود بن عيسى * ثم دخلت سنة ثمان وعشرين ومائتين * * ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث * فمن ذلك ما كان من الواثق إلى أشناس أن توجه وألبسه وشاحين بالجوهر في شهر رمضان (وفيها) مات أبو الحسن المدائني في منزل إسحاق بن إبراهيم الموصلي (وفيها) مات حبيب بن أوس الطائي أبو تمام الشاعر (وفيها) حج سليمان بن عبد الله بن طاهر (وفيها) غلا السعر بطريق مكة فبلغ رطل خبز بدرهم وراوية ماء بأربعين درهما وأصاب الناس في الموقف حر شديد ثم مطر شديد فيه برد فأضر بهم شدة الحر ثم شدة البرد في ساعة واحدة ومطروا بمنى في يوم النحر مطرا شديدا لم؟ مثله وسقطت قطعة من الجبل عند جمرة العقبة قتلت عدة من الحاج (وحج) بالناس في هذه السنة محمد بن داود
(٣١٨)