يقال لها الصافية في خمسة آلاف رجل وصار عجيف إلى نهر يحمل من دجلة يقال له بردودا فلم يزل مقيما عليه حتى سده وقيل إن عجيفا إنما ضرب عسكره بقرية أسفل واسط يقال لها نجيدا ووجه هارون بن نعيم بن الوضاح القائد الخراساني إلى موضع يقال له الصافية في خمسة آلاف رجل ومضى عجيف في خمسة آلاف إلى بردودا فأقام عليه حتى سده وسد أنهارا أخر كانوا يدخلون منها ويخرجون فحصرهم من كل وجه وكان من الأنهار التي سدها عجيف نهر يقال له العروس فلما أخذ عليهم طرقهم حاربهم وأسر منهم خمسمائة رجل وقتل منهم في المعركة ثلثمائة رجل فضرب أعناق الاسرى وبعث برؤس جميعهم إلى باب المعتصم ثم أقام عجيف بإزاء الزط خمسة عشر يوما فظفر منهم بخلق كثير وكان رئيس الزط رجلا يقال له محمد بن عثمان وكان صاحب أمره والقائم بالحرب سملق ومكث عجيف يقاتلهم فيما قيل تسعة أشهر (وحج) بالناس في هذه السنة صالح بن العباس بن محمد * ثم دخلت سنة عشرين ومائتين * * ذكر ما كان فيها من الاحداث * فمن ذلك ما كان من دخول عجيف بالزط بغداد وقهره إياهم حتى طلبوا منه الأمان فآمنهم فخرجوا إليه في ذي الحجة سنة 219 على أنهم آمنون على دمائهم وأموالهم وكانت عدتهم فيما ذكر سبعة وعشرين ألفا المقاتلة منهم اثنا عشر ألفا وأحصاهم عجيف سبعة وعشرين ألف إنسان بين رجل ومرأة وصبي ثم جعلهم في السفن وأقبل بهم حتى نزل الزعفرانية فأعطى أصحابه دينارين دينارين جائزة وأقام بها يوما وعبأهم في زواريقهم على هيئتهم في الحرب معهم البوقات حتى دخل بهم بغداد يوم عاشوراء سنة 220 والمعتصم بالشماسية في سفينة يقال لها الزو حتى مر به الزط على تعبئتهم ينفخون بالبوقات فكان أولهم بالقفص وآخرهم بحذاء الشماسية وأقاموا في سفنهم ثلاثة أيام ثم عبر بهم إلى الجانب الشرقي فدفعوا إلى (10 - 7)
(٢٢٥)