أظن الشأم تشمت بالعراق * إذا عزم الامام على انطلاق فإن تدع العراق وساكنيها * فقد تبلى المليحة بالطلاق (وفيها) مات إبراهيم بن العباس فولى ديوان الضياع الحسن بن مخلد ابن الجراح خليفة إبراهيم في شعبان ومات هاشم بن بنجور في ذي الحجة (وحج) بالناس فيها عبد الصمد بن موسى وحج جعفر بن دينار وهو والى طريق مكة وأحداث الموسم * ثم دخلت سنة أربع وأربعين ومائتين * * ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث * فمن ذلك دخول المتوكل دمشق في صفر وكان من لدن شخص من سامرا إلى أن دخلها سبعة وتسعون يوما وقيل سبعة وسبعون يوما وعزم على المقام بها ونقل دواو بن الملك إليها وأمر بالبناء بها فتحرك الأتراك في أرزاقهم وأرزاق عيالاتهم فامر لهم بما أرضاهم. ثم استوبأ البلد وذلك أن الهواء بها بارد ندى والماء ثقيل والريح تهب فيها مع العصر فلا تزال تشتد حتى يمضى عامة الليل وهى كثيرة البراغيث وغلت فيها الأسعار وحال الثلج بين السابلة والمبرة (وفيها) وجه المتوكل بغا من دمشق لغزو الروم في شهر ربيع الآخر فغزا الصائفة فافتتح صمله وأقام المتوكل بدمشق شهرين وأياما ثم رجع إلى سامرا فأخذ في منصرفه على الفرات ثم عدل إلى الأنبار ثم عدل من الأنبار على طريق الحرف إليها فدخلها يوم الاثنين لسبع بقين من جمادى الآخرة (وفيها) عقد المتوكل لأبي الساج على طريق مكة مكان جعفر بن دينار فيما زعم بعضهم والصواب عندي أنه عقد له على طريق مكة في سنة 242 (وفيها) أتى المتوكل فيما ذكر بحربة كانت للنبي صلى الله عليه وسلم تسمى العنزة ذكر أنها كانت للنجاشي ملك الحبشة فوهبها للزبير بن العوام فأهداها الزبير لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت عند المؤذنين وكان يمشى بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في العيدين
(٣٨١)