* خلافة أحمد بن المعتصم وهو المستعين ويكنى أبا العباس * * حدثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن حفص بن عمر الاخباري قال حدثني علي بن الحسين بن عبد الاعلى الإسكافي قال لما مات المنتصر بالله وذلك في يوم السبت وقت العصر لأربع خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين اجتمع الموالى وفيهم بغا الكبير وأنا أكتب له وبغا الصغير وأتامش فحلفوا قواد الأتراك والمغاربة على أن يرضوا بمن رضوا به فحلفوا على ذلك قال علي بن الحسين وكنت أنا آخذ البيعة والايمان عليهم وذلك بتدبير أحمد بن الخصيب فأجمع رأيهم على أن لا يولوا أحدا من ولد المتوكل على الله لئلا يغتالهم بدم أبيه ثم اجتمعوا على أحمد بن المعتصم فقالوا ابن مولانا المعتصم فجاء محمد بن موسى المنجم فسار إلى أحمد بن الخصيب وبغا وقال أتولون رجلا عنده أنه أحق الناس بالخلافة قبل المتوكل وأنكم دفعتموها عنه وأنه أحق بالامر من المتوكل والمنتصر فبأي عين يراكم وأي قدر يكون لكم عنده ولكن أطيعوا إنسانا يعرف لكم ذلك قال وإنما فعل محمد بن موسى المنجم هذا لان أحمد بن المعتصم صاحب الكندي الفيلسوف والكندي عدو لمحمد وأحمد ابني المنجم فقبلوا رأيه إلا بغا الكبير فإنه قال نجئ بمن نهابه ونفرقه فنبقى معه وإن جئنا بمن يخافنا حسد بعضنا بعضا فقتلنا أنفسنا ثم ذكروا أبا العباس أحمد بن محمد بن المعتصم وقالوا هو من ولد مولانا المعتصم ولم نخرجها عنهم ونصطنعه فيعرف لنا ذلك ولم يزالوا ببغا الكبير حتى وافقهم عليه فأحضروا أحمد بن محمد ليلة الاثنين لست خلون من شهر ربيع الآخر وهو ابن ثمان وعشرين سنة * ذكر الخبر عن سبب ولايته والوقت الذي بويع له فيه * ذكر أن المنتصر لما توفى وذلك يوم السبت عند العصر لأربع خلون من شهر ربيع الآخر من سنة 248 اجتمع الموالى إلى الهاروني يوم الأحد وفيهم بغا الصغير وبغا الكبير وأتامش ومن معهم فاستحلفوا قواد الأتراك والمغاربة والأشروسنية وكان الذي يستحلفهم علي بن الحسين بن عبد الاعلى الإسكافي (27 - 7)
(٤١٧)