فصرت إلى ابن الزيات فقربني وقال هذه الخمسة الأولى خذها والخمسة آلاف الأخرى أدفعها إليك بعد جمعة فان سئلت فقل إني قبضت المال قال فكرهت أن أسأل فأقر بالقبض فاختفيت في منزلي حتى دفع إلى المال فقال لي سيمانة قبضت المال قلت نعم وترك عمل السلطان وتجر بها حتى توفى * خلافة جعفر المتوكل على الله * (وفى هذه السنة) بويع لجعفر المتوكل على الله بالخلافة وهو جعفر بن محمد ابن هارون بن محمد بن عون الله بن محمد ذي الثفنات بن علي السجاد بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب * ذكر الخبر عن سبب خلافته ووقتها * حدثني غير واحد أن الواثق لما توفى حضر الدار أحمد بن أبي دؤاد وإيتاخ ووصيف وعمر بن فرج وابن الزيات وأحمد بن خالد أبو الوزير فعزموا على البيعة لمحمد بن الواثق وهو غلام أمرد فألبسوه دراعة سوداء وقلنسوة رصافية فإذا هو قصير فقال لهم وصيف أما تتقون الله تولون مثل هذا الخلافة وهو لا يجوز معه الصلاة * قال فتناظروا فيمن يولونها فذكروا عدة فذكر عن بعض من حضر الدار مع هؤلاء أنه قال خرجت من الموضع الذي كنت فيه فمررت بجعفر المتوكل فإذا هو في قميص وسروال قاعد مع أبناء الأتراك فقال لي ما الخبر فقلت لم ينقطع أمرهم ثم دعوا به فأخبره بغا الشرابي الخبر وجاء به فقال أخاف أن يكون الواثق لم يمت قال فمر به فنظر إليه مسجى فجاء فجلس فألبسه أحمد بن أبي دؤاد الطويلة وعممه وقبله بين عينيه وقال السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ثم غسل الواثق وصلى عليه ودفن ثم صاروا من فورهم إلى دار العامة ولم يكن لقب المتوكل * وذكر أنه كان يوم بويع له ابن ست وعشرين سنة ووضع العطاء للجند لثمانية أشهر وكان الذي كتب البيعة له محمد بن عبد الملك الزيات وهو إذ ذاك على ديوان الرسائل واجتمعوا بعد ذلك على اختيار
(٣٤١)