ببغداد وتناثرت وذلك ليلة الخميس لليلة خلت من جمادى الآخرة (وفيها) وقع بها الصدام فنفقت الدواب والبقر (وفيها) أغارت الروم على عين زربة فأسرت من كان بها من الزط مع نسائهم وذراريهم وجواميسهم وبقرهم (وفيها) كان الفداء بين المسلمين والروم * ذكر الخبر عن السبب الذي كان من أجله * ذكر أن تذورة صاحبة الروم أم ميخائيل وجهت رجلا يقال له جورجس ابن فرنافس يطلب الفدى لمن في أيدي الروم من المسلمين وكان المسلمون قد قاربوا عشرين ألفا فوجه المتوكل رجلا من الشيعة يقال له نصر بن الأزهر بن فرج ليعرف صحة من في أيدي الروم من أسارى المسلمين ليأمر بمفاداتهم وذلك في شعبان من هذه السنة..... بعد أن أقام عندهم حينا فذكر أن تذورة أمرت بعد خروج نصر بعرض أسراها وإعراض التنصر عليهم فمن تنصر منهم كان أسوة من تنصر قبل ذلك ومن أبى عليها قتلته فذكر أنها قتلت من الاسرى اثنى عشر ألفا ويقال إن قنقلة الخصي كان يقتلهم من غير أمرها ونفذ كتاب المتوكل إلى عمال الثغور الشامية والجزرية أن شنيفا الخادم قد جرى بينه وبين جورجس رسول عظيم الروم في أمر الفداء قول وقد اتفق الامر بينهما وسأل جورجس هذا هدنة لخمس ليال تخلو من رجب سنة 241 إلى سبع ليال بقين من شوال من هذه السنة ليجمعوا الاسرى ولتكون مدة لهم إلى انصرافهم إلى مأمنهم فنفذ الكتاب بذلك يوم الأربعاء لخمس خلون من رجب وكان الفداء يقع في يوم الفطر من هذه السنة وخرج جورجس رسول ملكة الروم إلى ناحية الثغور يوم السبت لثمان بقين من رجب على سبعين بغلا اكتريت له وخرج معه أبو قحطبة المغربي الطرطوسي لينظروا وقت الفطر وكان جورجس قدم معه جماعة من البطاركة وغلمانه بنحو من خمسين إنسانا وخرج شنيف الخادم للفداء في النصف من شعبان معه مائة فارس ثلاثون من الأتراك وثلاثون من المغاربة وأربعون من فرسان الشاكرية فسأل جعفر بن عبد الواحد وهو
(٣٧٦)