وقيل كان مولده سنة 180 في شعبان وقيل كان في سنة 179 فإن كان مولده سنة 180 فان عمره كله كان ستا وأربعين سنة وسبعة أشهر وثمانية عشر يوما وإن كان مولده سنة 179 فان عمره كان سبعا وأربعين سنة وشهرين وثمانية عشر يوما وكان فيما ذكر أبيض أصهب اللحية طويلها مربوعا مشرب اللون حمرة حسن العينين وكان مولده بالخلد وقال بعضهم ولد سنة 180 في الشهر الثامن وهو ثامن الخلفاء والثامن من ولد العباس وعمره كان ثمانيا وأربعين سنة ومات عن ثمانية بنين وثمان بنات وملك ثمان سنين وثمانية أشهر فقال محمد بن عبد الملك الزيات قد قلت إذ غيبوك واصطفقت * عليك أيد بالترب والطين اذهب فنعم الحفيظ كنت على ال * دنيا ونعم الظهير للدين لا جبر الله أمة فقدت * مثلك إلا بمثل هارون وقال مروان بن أبي الجنوب وهو ابن أبي حفصة أبو إسحاق مات ضحى فمتنا * وأمسينا بهارون حيينا لئن جاء الخميس بما كرهنا * لقد جاء الخميس بما هوينا * (ذكر الخبر عن بعض أخلاق المعتصم وسيره) * ذكر عن ابن أبي دؤاد أنه ذكر المعتصم بالله فأسهب في ذكره وأكثر في وصفه وأطنب في فضله وذكر من سعة أخلاقه وكرم اعراقه وطيب مركبه ولين جانبه وجميل عشرته فقال قال لي يوما ونحن بعمورية ما تقول في البسر يا أبا عبد الله قلت يا أمير المؤمنين نحن ببلاد الروم واليسر بالعراق قال صدقت قد وجهت إلى مدينة السلام؟ بكباستين وعلمت أنك تشتهيه ثم قال يا إيتاخ هات إحدى الكباستين فجاء بكباسة بسر فمد ذراعه وقبض عليها بيده وقال كل بحياتي عليك من يدي فقلت جعلني الله فداك يا أمير المؤمنين بل تضعها فآكل كما أريد قال لا والله إلا من يدي قال فوالله ما زال حاسرا عن ذراعه ومادا يده وأنا أجتني من العذق وآكل حتى رمى به خاليا ما فيه بسرة قال وكنت كثيرا ما أزامله في سفره ذلك إلى أن قلت له يوما يا أمير المؤمنين لو زاملك بعض مواليك وبطانتك فاسترحت منى إليهم مرة ومنهم إلى مرة أخرى كان ذلك
(٣١٥)