ونفذت كتبه بذلك إلى الآفاق وهم بإنزال أحمد بن نصر عن خشبته فاجتمع الغوغاء والرعاع إلى موضع تلك الخشبة وكثروا و؟ فبلغ ذلك المتوكل فوجه إليهم نصر بن الليث فأخذ منهم نحوا من عشرين رجلا فضربهم وحبسهم وترك إنزال أحمد بن نصر من خشبته لما بلغه من تكثير العامة في أمره وبقى الذين أخذوا بسببه في الحبس حينا ثم أطلقوا فلما دفع بدنه إلى أوليائه في الوقت الذي ذكرت حمله ابن أخيه موسى إلى بغداد وغسل ودفن وضم رأسه إلى بدنه وأخذ عبد الرحمن بن حمزة جسده في منديل مصري فمضى به إلى منزله فكفنه وصلى عليه وتولى ادخاله القبر مع بعض أهله رجل من التجار يقال له الأبزاري فكتب صاحب البريد ببغداد وكان يعرف بابن الكلبي من موضع بناحية واسط يقال له الكلتانية إلى المتوكل بخبر العامة وما كان من اجتماعها وتمسحها بالجنازة جنازة أحمد بن نصر ومجسة رأسه فقال المتوكل ليحيى بن أكثم كيف دخل ابن الأبزاري القبر على كبرة خزاعة فقال يا أمير المؤمنين كان صديقا له فأمر المتوكل بالكتاب إلى محمد ابن عبد الله بن طاهر بمنع العامة من الاجتماع والحركة في مثل هذا وشبهه وكان بعضهم أوصى ابنه عند موته أن يرهب العامة فكتب المتوكل ينهى عن الاجتماع * وغزا الصائفة في هذه السنة علي بن يحيى الأرمني (وحج) بالناس فيها علي بن عيسى ابن جعفر بن أبي جعفر المنصور وكان والى مكة * ثم دخلت سنة ثمان وثلاثين ومائتين * * ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث * فمن ذلك ما كان من ظفر بغا بإسحاق بن إسماعيل مولى بنى أمية بتفليس وإحراقه مدينة تفليس * ذكر الخبر عما كان من بغا في ذلك * * ذكر أن بغا لما صار إلى دبيل بسبب قتل القاتلين من أهل أرمينية يوسف بن محمد أقام بها شهرا فلما كان يوم السبت لعشر خلون من شهر ربيع الأول (24 - 7)
(٣٦٩)