الفرسان عدتها وأهبتها وصدقوهم القتال فاقتتلوا قتالا منكرا حتى تقطعت السيوف وتقصفت الرماح ثم إن أصحاب عبد الرحمن هربوا وترجل هو في ناس من أصحابه فقاتل حتى قتل فجعل أصحابه يقولون له قد أمكنك الهرب فأهرب فإن القوم قد كلوا من القتال وأتبعتهم الحرب وليس بهم حراك ولا قوة على الطلب فيقول لا أرجع أبدا ولا يرى أمير المؤمنين وجهي منهزما وقتل من أصحابه مقتلة عظيمة واستبيح عسكره وانتهى من أفلت من أصحابه إلى عسكر عبد الله وأحمد ابني الحرشي فدخلهم الوهم والفشل وامتلأت قلوبهم خوفا ورعبا فولوا منهزمين لا يلوون على شئ من غير أن يلقاهم أحد حتى صاروا إلى بغداد وأقبل طاهر وقد خلت له البلاد يجوز بلدة بلدة كورة وكورة حتى نزل بقرية من قرى حلوان يقال لها شلاشان فخندق بها وحصن عسكره وجمع إليه أصحابه وقال رجل من الأبناء يرثى عبد الرحمن الا بناوي ألا إنما تبكى العيون لفارس * نفى العار عنه بالمناصل والقنا تجلى غبار الموت عن صحن وجهه * وقد أحرز العليا من المجد واقتنى فتى لا يبالي إن دنا من مروة * أصاب مصون النفس أو ضيع الغنا يقيم لأطراف الذوابل سوقها * ولا يرهب الموت المتاح إذا دنا وكان العامل في هذه السنة على مكة والمدينة من قبل محمد بن هاون دواد ابن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وهو الذي حج بالناس في هذه السنة وسنتين قبلها وذلك سنة 193 و 194 وعلى الكوفة العباس بن موسى الهادي من قبل محمد وعلى البصرة منصور بن المهدى من قبل محمد وبخراسان المأمون وببغداد أخوه محمد * ثم دخلت سنة ست وتسعين ومائة * * ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث * فمما كان من ذلك حبس محمد بن هارون أسد بن يزيد بن مزيد وتوجيهه أحمد بن
(٢٦)