الخبر فلم يعلم غسان إلا وحميد قد أحاط بالقصر فأخذ غسان أسيرا وسلب أصحابه وقتل منهم وذلك يوم الاثنين لأربع خلون من رجب ثم لم يزل كل قوم مقيمين في عساكرهم إلا أن محمد بن يقطين بن موسى كان مع الحسن بن سهل فهرب منه إلى عيسى فوجهه عيسى إلى منصور فوجه منصور إلى ناحية حميد وكان حميد مقيما بالنيل إلا أن له خيلا بالقصر وخرج ابن يقطين من بغداد يوم السبت لليلتين خلتا من شعبان حتى أتى كوثى وبلغ حميد الخبر فلم يعلم ابن يقطين حتى أتاه حميد وأصحابه إلى كوثى فقاتلوه فهزموه وقتلوا من أصحابه وأسروا وغرق منهم بشر كثير وانتهب حميد وأصحابه ما كان حول كوثى من القرى وأخذوا البقر والغنم والحمير وما قدروا عليه من حلى ومتاع وغير ذلك ثم انصرف حتى النيل ورجع ابن يقطين فأقام بنهر صرصر وفى محمد بن أبي خالد قال أبو الشداخ هوى خيل الأبناء بعد محمد * وأصبح منها كاهل العز أخضعا فلا تشمتوا يا آل سهل بموته * فإن لكم يوما من الدهر مصرعا (وأحصى) عيسى بن محمد بن أبي خالد ما كان في عسكره فكانوا مائة ألف وخمسة وعشرين ألفا بين فارس وراجل فأعطى الفارس أربعين درهما والراجل عشرين درهما (وفى هذه السنة) تجردت المطوعة للنكير على الفساق ببغداد ورئيسهم خالد الدريوش وسهل بن سلامة الأنصاري أبو حاتم من أهل خراسان * ذكر الخبر عن السبب الذي من أجله فعلت المطوعة ما ذكرت * كان السبب في ذلك أن فساق الحربية والشطار الذين كانوا ببغداد والكرخ آذوا الناس أذى شديدا وأظهروا الفسق وقطع الطريق وأخذ الغلمان والنساء علانية من الطرق فكانوا يجتمعون فيأتون الرجل فيأخذون ابنه فيذهبون به فلا يقدر أن يمتنع وكانوا يسألون الرجل أن يقرضهم أو يصلهم فلا يقدر أن يمتنع عليهم وكانوا يجتمعون فيأتون القرى فيكاثرون أهلها ويأخذون ما قدروا عليه من متاع ومال وغير ذلك لا سلطان يمنعهم ولا يقدر على ذلك منهم لان السلطان كان يعتز بهم وكانوا بطانته فلا يقدر أن يمنعهم من فسق يركبونه وكان يجبون
(١٣٦)