إنا لنأمل فتح الروم والصين * بمن أذل لنا من ملك شروين فاشدد يديك لعبد الله إن له * مع الأمانة رأى غير موهون وأشخص مازيار بن قارن إلى المأمون وأسر أبا ليلى الديلم بغير عهد في هذه السنة (وفيها) مات محمد بن محمد صاحب أبى السرايا (وفيها) تحرك بابك الخرمي في الجويذانية أصحاب جاويذان بن سهل صاحب البذ وادعى أن روح جاويذان دخلت فيه وأخذ في العيث والفساد وفيها أصاب أهل خراسان والري وأصبهان مجاعة وعز الطعام ووقع الموت (وحج) بالناس فيها إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي * ثم دخلت سنة اثنين ومائتين * * ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث * فمما كان فيها من ذلك بيعة أهل بغداد لإبراهيم بن المهدى بالخلافة وتسميتهم إياه المبارك وقيل إنهم بايعوه في أول يوم من المحرم بالخلافة وخلعوا المأمون فلما كان يوم الجمعة صعد إبراهيم المنبر فكان أول من بايعه عبيد الله بن العباس بن محمد الهاشمي ثم منصور بن المهدى ثم سائر بني هاشم ثم القواد وكان المتولي لاخذ البيعة المطلب بن عبد الله بن مالك وكان الذي سعى في ذلك وقام به السندي وصالح صاحب المصلى ومنجاب ونصير الوصيف وسائر الموالى إلا أن هؤلاء كانوا الرؤساء والقادة غضبا منهم على المأمون حين أراد إخراج الخلافة من ولد العباس إلى ولد على ولتركه لباس آبائه من السواد ولبسه الخضرة ولما أفرغ من البيعة وعد الجند أن يعطيهم أرزاق الستة أشهر فدافعهم بها فلما رأوا ذلك شغبوا عليه فأعطاهم مائتي درهم لكل رجل وكتب لبعضهم إلى السواد بقيمة بقية مالهم حنطة وشعيرا فخرجوا في قبضها فلم يمروا بشئ إلا انتهبوه فأخذوا النصيبين جميعا نصيب أهل البلاد ونصيب السلطان وغلب إبراهيم مع أهل بغداد على أهل الكوفة والسواد كله وعسكر بالمدائن وولى الجانب الشرقي من بغداد العباس بن موسى الهادي
(١٤١)