على ما بين واسط والكوفة وكتب المنصور بن المهدى وكان عاملا لمحمد على البصرة إلى طاهر بطاعته ورحل طاهر حتى نزل طرنايا فأقام بها يومين فلم يرها موضعا للعسكر فأمر بجسر فعقد وخندق له وأنفذ كتبه بالتولية إلى العمال وكانت بيعة المنصور بن المهدى بالبصرة وبيعة العباس بن موسى الهادي بالكوفة وبيعة المطلب بن عبد الله بن مالك بالموصل للمأمون وخلعهم محمدا في رجب من سنة 196 وقيل إن الذي كان على الكوفة حين نزل طاهر من قبل محمد الفضل بن العباس ابن موسى بن عيسى ولما كتب من ذكرت إلى طاهر ببيعتهم للمأمون وخلعهم محمدا أقرهم طاهر على أعمالهم وولى داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي الهاشمي مكة والمدينة ويزيد بن جرير البجلي اليمن ووجه الحارث بن هشام وداود بن موسى إلى قصر ابن هبيرة (وفى هذه السنة) أخذ طاهر بن الحسين من أصحاب محمد المدائني ثم صار منها إلى صرصر فعقد جسرا ومضى إلى صرصر * ذكر الخبر عن سبب دخوله المدائن ومصيره إلى صرصر * * ذكر أن طاهرا لما وجه إلى قصر ابن هبيرة الحارث بن هشام وداود بن موسى وبلغ محمدا خبر عامله بالكوفة وخلعه إياه وبيعته للمأمون وجه محمد بن سليمان القائد ومحمد بن حماد البربري وأمرهما أن يبيتا الحارث وداود بالقصر فقيل لهما إن سلكتما الطريق الأعظم لم يخف ذلك عليهما ولكن اختصر الطريق إلى فم الجامع فإنه موضع سوق ومعسكر فأنزلاه وبيتاهما إن أردتما ذلك وقد قربتما منهما فوجها الرجال من الياسرية إلى فلم الجامع وبلغ الحارث وداود الخبر فركبا في خيل مجرد وتهيآ للرجالة فعبرا من مخاضة في سوراء إليهم وقد نزلوا إلى جنبها فأوقعا بهم وقعة شديدة ووجه طاهر محمد بن زياد ونصير بن الخطاب مددا للحارث وداود فاجتمعت العساكر بالجامع وساروا حتى لقوا محمد بن سليمان ومحمد بن حماد في ما بين نهر درقيط والجامع فاقتتلوا قتالا شديدا وانهزم أهل بغداد وهرب محمد بن سليمان حتى صار إلى قرية شاهي وعبر الفرات وأخذ على طريق البرية إلى الأنبار ورجع محمد بن حماد إلى بغداد وقال أبو يعقوب الخزيمي في ذلك
(٤٢)