الخوارج أربعة وأخذ محمد بن عمرو أسيرا فبعث به إلى سامرا فبعث به إلى مطبق بغداد ونصبت رؤس أصحابه وأعلامه عند خشبة بابك (وفى هذه السنة) قدم وصيف التركي من ناحية أصبهان والجبال وفارس وكان شخص في طلب الأكراد لانهم قد كانوا تطرقوا إلى هذه النواحي وقدم معه منهم بنحو من خمسمائة نفس فيهم غلمان صغار جمعهم في قيود وأغلال فأمر بحبسهم وأجيز وصيف بخمسة وسبعين ألف دينار وقلد سيفا وكسى (وفى هذه السنة) تم الفداء بين المسلمين وصاحب الروم واجتمع فيها المسلمون والروم على نهر يقال له اللامس على سلوقية على مسيرة يوم من طرسوس * ذكر الخبر عن سبب هذا الفداء وكيف كان * ذكر عن أحمد بن أبي قحطبة صاحب خاقان الخادم وكان خادم الرشيد وكان قد نشأ بالثغر أن خاقان هذا قدم على الواثق وقدم معه نفر من وجوه أهل طرسوس وغيرها يشكون صاحب مظالم كان عليهم يكنى أبا وهب فأحضر فلم يزل محمد بن عبد الملك يجمع بينه وبينهم في دار العامة عند انصراف الناس يوم الاثنين والخميس فيمكثون إلى وقت الظهر وينصرف محمد بن عبد الملك وينصرفون فعزل عنهم وأمر الواثق بامتحان أهل الثغور في القرآن فقالوا بخلقه جميعا إلا أربعة نفر فأمر الواثق بضرب أعناقهم إن لم يقولوه وأمر لجميع أهل الثغور بجوائز على ما رأى خاقان وتعجل أهل الثغور إلى ثغورهم وتأخر خاقان بعدهم قليلا فقدم على الواثق رسل صاحب الروم وهو ميخائيل بن توفيل ابن ميخائيل بن اليون بن جورجس يسأله أن يفادى بمن في يده من أسارى المسلمين فوجه الواثق خاقان في ذلك فخرج خاقان ومن معه في فداء أسارى المسلمين في آخر سنة 230 على موعد بين خاقان ورسل صاحب الروم الالتقاء للفداء في يوم عاشوراء وذلك في العاشر من المحرم سنة 231 ثم عقد الواثق لأحمد ابن سعيد بن سلم بن قتيبة الباهلي على الثغور والعواصم وأمره بحضور الفداء فخرج على سبعة عشر من البرد وكان الرسل الذين قدموا في طلب الفداء قد جرى
(٣٣١)