فضربه ضربة بالسيف إلا أنها لم تعمل فيه فلما اغتيل سهل رجع إلى منزله وقام عيسى بأمر الناس فكفوا عن القتال وقد كان حميد بن عبد الحميد مقيما بالنيل فلما بلغه هذا الخبر دخل الكوفة فأقام بها أياما ثم إنه خرج منها حتى أتى قصر ابن هبيرة فأقام به واتخذ منزلا وعمل عليه سورا وخندقا وذلك في آخر ذي القعدة وأقام عيسى ببغداد يعرض الجند ويصححهم إلى أن تدرك الغلة وبعث إلى سهل ابن سلامة فاعتذر إليه مما كان صنع به وبايعه وأمره أن يعود إلى ما كان عليه من الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وأنه عونه على ذلك فقام سهل بما كان قام به أولا من الدعاء إلى العمل بالكتاب والسنة (وفى هذه السنة) جعل المأمون علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولى عهد المسلمين والخليفة من بعده وسماه الرضى من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأمر جنده بطرح السواد ولبس ثياب الخضرة وكتب بذلك إلى الآفاق * ذكر الخبر عن ذلك وعما كان سبب ذلك وما آل الامر فيه إليه * (ذكر) أن عيسى بن محمد بن أبي خالد بينما هو فيما هو فيه من عرض أصحابه بعد منصرفه من عسكره إلى بغداد إذ ورد عليه كتاب من الحسن بن سهل يعلمه أن أمير المؤمنين المأمون قد جعل علي بن موسى بن جعفر بن محمد ولى عهده من بعده وذلك أنه نظر في بنى العباس وبنى على فلم يجد أحدا هو أفضل ولا أورع ولا أعلم منه وأنه سماه الرضى من آل محمد وأمره بطرح لبس الثياب السود ولبس ثياب الخضرة وذلك يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة 201 ويأمره أن يأمر من قبله من أصحابه والجند والقواد وبنى هاشم بالبيعة له وأن يأخذهم بلبس الخضرة في أقبيتهم وقلانسهم وأعلامهم ويأخذ أهل بغداد جميعا بذلك فلما أتى عيسى الخبر دعا أهل بغداد إلى ذلك على أن يعجل لهم رزق شهر والباقي إذا أدركت الغلة فقال بعضهم نبايع ونلبس الخضرة وقال بعضهم لا نبايع ولا نلبس الخضرة ولا نخرج هذا الامر من ولد العباس وإنما هذا دسيس
(١٣٩)