وأتوه بهم ومضى حتى انتهى إلى قصر يعرف بالجوهري على السبخة المعروفة بالبرامكة فأقام فيه ليلته تلك ثم سار حيث أصبح حتى وافى الشبخة التي تشرع على النهر المعروف بالديناري ومؤخرها يفضى إلى النهر المعروف بالمحدث فأقام بها وجمع أصحابه وأمرهم ألا يعجلوا بالذهاب إلى البصرة حتى يأمرهم وتفرق أصحابه في انتهاب كل ما وجدوا وبات هناك ليلته تلك * ذكر الخبر عن مسير صاحب الزنج بزنوجه وجيوشه فيها إلى البصرة * ذكر أنه سار من السبخة التي تشرع على النهر المعروف بالديناري ومؤخرها يفضى إلى النهر المعروف بالمحدث بعد ما جمع بها أصحابه يريد البصرة حتى إذا قابل النهر المعروف بالرياحي أتاه قوم من السودان فأعلموه أنهم رأوا في الرياحي بارقة فلم يلبث إلا يسيرا حتى تنادى الزنج السلاح فأمر علي بن أبان بالعبور إليهم وكان القوم في شرقي النهر المعروف بالديناري فعبر في زهاء ثلاثة آلاف وحبش صاحب الزنج عنده أصحابه وقال لعلى إن احتجت إلى مزيد في الرجال فاستمدني فلما مضى صاح الزنج السلاح لحركة رأوها من غير الجهة التي صار إليها على فسأل عن الخبر فأخبر أنه قد أتاه قوم من ناحية القرية الشارعة على نهر حرب المعروفة بالجعفرية فوجه محمد بن سلم إلى تلك الناحية فذكر عن صاحبه المعروف بريحان أنه قال كنت فيمن توجه مع محمد وذلك في وقت صلاة الظهر فوافينا القوم بالجعفرية فنشب القتال بيننا وبينهم إلى آخر وقت العصر ثم حمل السودان عليهم حملة صادقة فولوا منهزمين وقتل من الجند والاعراب وأهل البصرة البلالية والسعدية خمسمائة رجل وكان فتح المعروف بغلام أبى شيث معهم يومئذ فولى هاربا فأتبعه فيروز الكبير فلما رآه جادا في طلبه رماه ببيضة كانت على رأسه فلم يرجع عنه فرماه بترسه فلم يرجع عنه فرماه بتنور حديد كان عليه فلم يرجع عنه ووافى به نهر حرب فألقى فتح نفسه فيه فأفلت ورجع فيروز ومعه ما كان فتح ألقاه من سلاحه حتى أتى به صاحب الزنج قال محمد بن الحسن قال شبل حكى لنا ان فتحا ظفر يومئذ نهر حرب قال فحدثت
(٥٦١)