عيسى بن ماهان وحج بالناس سنة 194 علي بن الرشيد وعلى المدينة إسماعيل بن العباس بن محمد وعلى مكة داود بن عيسى وكان بين أن عقد لابنه إلى التقاء علي بن عيسى بن ماهان وطاهر بن الحسين وقتل علي بن عيسى بن ماهان سنة 195 ستة وثلاثة أشهر وتسعة وعشرين يوما قال وقتل المخلوع ليلة الأحد لخمس بقين من المحرم قال فكانت ولايته مع الفتنة أربع سنين وسبعة أشهر وثلاثة أيام ولما قتل محمد ووصل خبره إلى المأمون في خريطة من طاهر يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر سنة 198 وأظهر المأمون الخبر وأذن للقواد فدخلوا عليه وقام الفضل بن سهل فقرأ الكتاب بالخبر فهنئ بالظفر ودعوا الله له وورد الكتاب من المأمون بعد قتل محمد على طاهر وهرثمة بخلع القاسم بن هارون فأظهرا ذلك ووجها كتبهما به وقرئ الكتاب بخلعه يوم الجمعة لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول سنة 197 وكان عمر محمد كله فيما بلغني ثمانيا وعشرين سنة وكان سبطا أنزع أبيض صغير العينين أقنى جميلا عظيم الكراديس بعيد ما بين المنكبين وكان مولده بالرصافة وذكر أن طاهرا قال حين قتله قتلت الخليفة في داره * وأنهيت بالسيف أمواله وقال أيضا ملكت الناس قسرا واقتدارا * وقتلت الجبابرة الكبارا ووجهت الخلافة نحو مرو * إلى المأمون تبتدر ابتدارا * ذكر ما قيل في محمد بن هارون ومرثيته * فما قيل في هجائه لم نبكيك لماذا للطرب * يا أبا موسى وترويج اللعب ولترك الخمس في أوقاتها * حرصا منك على ماء العنب وشنيف أنا لا أبكى له * وعلى كوثر لا أخشى العطب لم يكن تعرف ما حد الرضى * لا ولا تعرف ما حد الغضب لم تكن تصلح للملك ولم * تعطك الطاعة بالملك العرب
(٩٤)