الأفشين في ذلك الموضع وبات ليلته ثم رجع إلى معسكره ببرزند فأقام بابك بموقان أياما ثم إنه بعث إلى البذ فجاءه في الليل عسكر فيه رجالة فرحل بهم من موقان حتى دخل البذ فلم يزل الأفشين معسكرا ببرزند فلما كان في بعض الأيام مرت به قافلة من خش إلى برزند ومعها رجل من قبل أبي سعيد يسمى صالح آب كش تفسيره السقاء فخرج عليه اصبهبذ بابك فاخذ القافلة وقتل من فيها وقتل من كان مع صالح وأفلت صالح بلا خف مع من أفلت وقتل جميع أهل القافلة وانتهب متاعهم فقحط عسكر الأفشين من أجل تلك القافلة التي أخذت من الأب كش وذلك أنها كانت تحمل الميرة فكتب الأفشين إلى صاحب المراغة يأمره بحمل الميرة وتعجيلها عليه فان الناس قد قحطوا وجاعوا فوجه إليه صاحب المراغة بقافلة ضخمة فيها قريب من ألف ثور سوى الحمر والدواب وغير ذلك تحمل الميرة ومعها جند يبذرقونها فخرجت عليهم أيضا سرية لبابك كان عليك طرخان أو آذين فاستباحوها عن آخرها بجميع ما فيها وأصاب الناس ضيق شديد فكتب الأفشين إلى صاحب السيروان أن يحمل إليه طعاما فحمل إليه طعاما كثيرا وأغاث الناس في تلك السنة وقدم بغا على الأفشين بمال ورجال (وفى هذه السنة) خرج المعتصم إلى القاطول وذلك في ذي القعدة منها * ذكر الخبر عن سبب خروجه إليها * ذكر عن أبي الوزير أحمد بن خالد أنه قال بعثني المعتصم في سنة 219 وقال لي يا أحمد اشتر لي بناحية سامرا موضعا أبنى فيه مدينة فإني أتخوف أن يصيح هؤلاء الحربية صيحة فيقتلون غلماني حتى أكون فوقهم فإن رابني منهم ريب أتيتهم في البر والبحر حتى آتي عليهم وقال لي خذ مائة ألف دينار * قال قلت آخذ خمسة آلاف دينار فكلما احتجت إلى زيادة بعثت إليك فاستزدت قال نعم فأتيت الموضع فاشتريت سامرا بخمسمائة درهم من النصارى أصحاب الدير واشتريت موضع البستان الخاقاني بخمسة آلاف درهم واشتريت عدة مواضع حتى أحكمت ما أردت ثم انحدرت فأتيته بالصكاك فعزم على الخروج إليها في سنة 220 فخرج حتى إذا
(٢٣١)