بالمراغة جماعة من أشياخها أشعارا لابن البعيث بالفارسية ويذكرون أدبه وشجاعته وله أخبار وأحاديث وحدثني بعض من ذكر أنه شهد المتوكل حين أتى بابن البعيث وكلمه ابن البعيث بما كلمه به فتكلم فيه المعتز وهو جالس مع أبيه المتوكل فاستوهبه فوهب له وعفى عنه * وكان ابن البعيث حين هرب قال كم قد قضيت أمورا كان أهملها * غيري وقد أخذ الافلاس بالكظم لا تعذليني فيما ليس ينفعني * إليك عنى جرى المقدار بالقلم ساتلف المال في عسر وفى يسر * إن الجواد الذي يعطى على العدم وكان ابن البعيث حين هرب خلف في منزله ثلاثة بنين له يقال لهم البعيث وجعفر وحلبس وجواري فحبسوا ببغداد في قصر الذهب فتكلم بغا الشرابي بعد موت ابن البعيث ومات بعد دخوله سامرا بشهر في أبى الأغر ختنه فأطلق وأطلقت خالة لابن البعيث فخرجت من السجن فماتت فرحا من يومها وبقى الباقون في الحبس * وذكر أن ابن البعيث صير في عنقه مائة رطل فلم يزل مكبوبا على وجهه حتى مات * ولما أخذ ابن البعيث أخرج من الحبس من كان محبوسا بسبب كفالته به وقد كان بعضهم مات في الحبس فأخرج بعد باقي عياله وصير بنوه حلبس والبعيث وجعفر في عداد الشاكرية مع عبيد الله بن يحيى بن خاقان وأجريت عليهم الانزال (وفى هذه السنة) أمر المتوكل بأخذ النصارى وأهل الذمة كلهم بلبس الطيالسة العسلية والزنانير وركوب السروج بركب الخشب وبتصيير كرتين على مؤخر السروج وبتصيير زرين على قلانس من لبس منهم قلنسوة مخالفة لون القلنسوة التي يلبسها المسلمون وبتصيير رقعتين على ما ظهر من لباس مماليكهم مخالف لونهما لون الثوب الظاهر الذي عليه وأن تكون إحدى الرقعتين بين يديه عند صدره والاخرى منهما خلف ظهره وتكون كل واحدة من الرقعتين قدر أربع أصابع ولونهما عسليا ومن لبس منهم عمامة فكذلك يكون لونها لون العسلي ومن خرج من نسائهم فبرزت فلا تبرز إلا في ازار عسلي وأمر بأخذ مماليكهم بلبس الزنانير وبمنعهم لبس المناطق وأمر بهدم بيعهم المحدثة وبأخذ العشر من منازلهم وإن كان
(٣٥٤)