بيهس وآخر ان معه من أهل دمشق فوجه إليهم المعتصم رجاء الحضاري في جماعة كبيرة فواقعهم بدمشق فقتل من أصحاب ابن بيهس وصاحبيه نحوا من خمسة آلاف وأخذ ابن بيهس أسيرا وقتل صاحبيه وواقع أبا حرب بالرملة فقتل من أصحابه نحوا من عشرين ألفا وأسر أبا حرب فحمل إلى سامرا فجعل وابن بيهس في المطبق (وفى هذه السنة) أظهر جعفر بن مهرجش الكردي الخلاف فبعث إليه المعتصم في المحرم ايتاخ إلى جبال الموصل لحربه فوثب بجعفر بعض أصحابه فقتله (وفيها) كانت وفاة بشر بن الحارث الحافي في شهر ربيع الأول وأصله من مرو (وفيها) كانت وفاة المعتصم وذلك فيما ذكر يوم الخميس فقال بعضهم لثماني عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول لساعتين مضتا من النهار * ذكر الخبر عن العلة التي كانت منها وفاته وقدر مدة عمره وصفته * ذكر أن بدء علته أنه احتجم أول يوم من المحرم واعتل عندها فذكر عن محمد بن أحمد بن رشيد عن زنام الزامر قال قد وجد المعتصم في علته التي توفى فيها إفاقة فقال هيؤ إلى الزلال لأركب غدا قال فركب وركبت معه فمر في دجلة بإزاء منازله فقال يا زنام ازمر لي يا منزلا لم تبل أطلاله * حاشى لاطلالك أن تبلى لم أبك أطلالك لكنني * بكيت عيشي فيك إذ ولى والعيش أولى ما بكاه الفتى * لابد للمحزون أن يسلى قال فما زلت أزمر هذا الصوت حتى دعا برطلية فشرب منها قدحا وجعلت أزمره وأكرره وقد تناول منديلا بين يديه فما زال يبكى ويمسح دموعه فيه وينتحب حتى رجع إلى منزله ولم يستتم شرب الرطلية * وذكر عن علي بن الجعدانه قال لما احتضر المعتصم جعل يقول ذهبت الحيل ليست حيلة حتى أصمت * وذكر عن غيره أنه جعل يقول إني أخذت من بين هذا الخلق * وذكر عنه أنه قال لو علمت أن عمري هكذا قصير ما فعلت ما فعلت فلما مات دفن بسامرا فكانت خلافته ثماني سنين وثمانية أشهر ويومين
(٣١٤)