في يد دينار فخرج به إلى المأمون فمنع المأمون عند ذلك الطالبيين من الدخول عليه وأمر بأخذهم بلبس السواد وذلك يوم الخميس لليلة بقيت من ذي القعدة (وفى هذه السنة) كانت وفاة طاهر بن الحسين * ذكر الخبر عن وفاته * ذكر عن مطهر بن طاهر أن وفاة ذي اليمينين كانت من حمى وحرارة أصابته وأنه وجد في فراشه ميتا * وذكر أن عميه علي بن مصعب وأخاه أحمد بن مصعب صارا إليه يعودانه فسألا الخادم عن خبره وكان يغلس بصلاة الصبح فقال الخادم هو نائم لم ينتبه فانتظراه ساعة فلما انبسط الفجر وتأخر عن الحركة في الوقت الذي كان يقوم فيه للصلاة أنكرا ذلك وقالا للخادم أيقظه فقال الخادم لست أجسر على ذلك فقالا له أطرق لنا لندخل إليه فدخلا فوجداه ملتفا في دواج قد أدخله تحته وشده عليه من عند رأسه ورجليه فحركاه فلم يتحرك فكشفا عن وجهه فوجداه قد مات ولم يعلما الوقت الذي توفى فيه ولا وقف أحد من خدمه على وقت وفاته وسألا الخادم عن خبره وعن آخر ما وقف عليه منه فذكر أنه صلى المغرب والعشاء الآخرة ثم التف في دواجه قال الخادم فسمعته يقول بالفارسية كلاما وهو درمرك نيز مردى ويد تفسيره أنه ؟ في الموت أيضا إلى الرجلة * وذكر عن كلثوم بن ثابت بن أبي سعد وكان يكنى أبا سعدة قال كنت على بريد خراسان ومجلسي يوم الجمعة في أصل المنبر فلما كان في سنة 207 بعد ولاية طاهر بن الحسين بسنتين حضرت الجمعة فصعد طاهر المنبر فخطب فلما بلغ إلى ذكر الخليفة أمسك عن الدعاء له فقال اللهم أصلح أمة محمد بما أصلحت به أولياءك واكفها مؤونة من بغى فيها وحشد عليها بلم الشعث وحقن الدماء وإصلاح ذات البين قال فقلت في نفسي أنا أول مقتول لانى لا أكتم الخبر فانصرفت واغتسلت بغسل الموتى وائتزرت بازار الموتى ولبست قميصا وارتديت رداء وطرحت السواد وكتبت إلى المأمون قال فلما صلى العصر دعاني وحدث به حادث في جفن عينه وفى مأقه فخر ميتا
(١٦٩)