من موضع مخرجه في هذه السنة (ولليلتين) بقيتا من ذي القعدة منها حبس الحسن ابن محمد بن أبي الشوارب القاضي وولى عبد الرحمن بن نائل البصري قضاء سامرا في ذي الحجة منها (وحج) بالناس فيها علي بن الحسن بن إسماعيل بن العباس بن محمد بن علي * ثم دخلت سنة ست وخمسين ومائتين * * ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث الجليلة * فمن ذلك ما كان من موافاة موسى بن بغا سامرا واختفاء صالح بن وصيف لمقدمه وحمل من كان مع موسى من قواده المهتدى من الجوسق إلى دارياجور * ذكر أن دخول موسى بن بغا سامرا بمن معه كان يوم الاثنين لاحدى عشرة ليلة خلت من المحرم من هذه السنة فلما دخلها أخذ في الحير وعبأ أصحابه ميمنة وميسرة وقلبا في السلاح حتى صار إلى باب الحير مما يلي الجوسق والقصر الأحمر وكان ذلك يوما جلس فيه المهتدى للناس للمظالم فكان ممن أحضره في ذلك اليوم بسبب المظالم أحمد بن المتوكل بن فتيان فكان في الدار إلى أن دخل الموالى فحملوا المهتدى إلى دار ياجور واتبعه أحمد بن المتوكل إلى ما هناك فلم يزل موكلا به في مضرب مفلح إلى أن انقطع الامر ورد المهتدى إلى الجوسق ثم أطلق وكان القيم بأمر دار الخلافة بايكباك فصيرها إلى ساتكين قبل ذلك بأيام فظن الناس أنه إنما فعل ذلك لثقته بساتكين وأنه على أن يغلب على الدار والخليفة وقت قدوم موسى فلما كان في ذلك اليوم لزم منزله وترك الدار خالية وصار موسى في جيشه إلى الدار والمهتدى جالس للمظالم فأعلم بمكانه فأمسك ساعة عن الاذن ثم أذن لهم فدخلوا فجرى من الكلام نحو ما جرى يوم قدوم الوفد والرسل فلما طال الكلام تراطنوا فيما بينهم بالتركية وأقاموه في مجلسه وحملوه على دابة من دواب الشاكرية وانتهبوا ما كان في الجوسق من دواب الخاصة ومضوا يريدون الكرخ فلما صاروا عند باب الحير في القطائع عند دار ياجور أدخلوه دار ياجور * فذكر عن بعض الموالى
(٥٦٧)