على طبقات ثلاث في هذه المدينة ظالم ومظلوم ولا ظالم ولا مظلوم فأما الظالم فليس يتوقع إلا عفونا وامساكنا وأما المظلوم فليس يتوقع أن ينتصف إلا بنا ومن كان لا ظالما ولا مظلوما فبيته يسعه فوالله ما كان إلا كما قال وأمر المأمون في هذه السنة بمقاسمة أهل السواد على الخمسين وكانوا يقاسمون على النصف واتخذ القفيز الملجم وهو عشرة مكاكيك بالمكوك الهاروني كيلا مرسلا (وفى هذه السنة) واقع يحيى ابن معاذ بابك فلم يظفر واحد منهما بصاحبه (وولى) المأمون صالح بن الرشيد البصرة وولى عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب الحرمين (وحج بالناس) في هذه السنة عبيد الله بن الحسن * ثم دخلت سنة خمس ومائتين * * ذكر الخبر عما كان في هذه السنة من الاحداث * فمن ذلك تولية المأمون فيها طاهر بن الحسين من مدينة السلام إلى أقصى عمل المشرق وقد كان قبل ذلك ولاه الجزيرة والشرط وجانبي بغداد ومعاون السواد وقعد للناس * ذكر الخبر عن سبب توليته * وكان سبب توليته إياه خراسان والمشرق ما ذكر عن حماد بن الحسن عن بشر بن غياث المريسي قال حضرت عبد الله المأمون أنا وثمامة ومحمد بن أبي العباس وعلي بن الهيثم فتناظروا في التشيع فنصر محمد بن أبي العباس الامامية ونصر على ابن الهيثم الزيدية وجرى الكلام بينهما إلى أن قال محمد لعلى يا نبطي ما أنت والكلام قال فقال المأمون وكان متكئا فجلس الشتم على والبذاء لؤم إنا قد أبحنا الكلام وأظهرنا المقالات فمن قال بالحق حمدناه ومن جهل ذلك وقفناه ومن جهل الامرين حكمنا فيه بما يجب فاجعلا بينكما أصلا فان الكلام فروع فإذا افترعتم شيئا رجعتم إلى الأصول قال فانا نقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وذكر الفرائض والشرائع في الاسلام وتناظرا بعد ذلك فأعاد محمد لعلى بمثل
(١٥٦)