عثمان بالرجالة وبما خف له من السفن من ناحية دجلة وجعلت سراياه تضرب إلى ناحية نهر معقل * فذكر عن صاحب الزنج أنه قال ميلت بين عبادان والأبلة فملت إلى التوجه إلى عبادان وندبت الرجالة لذلك فقيل لي إن أقرب العدو دارا وأولاه بألا تتشاغل بغيره عنه أهل الأبلة فرددت الجيش الذي كنت سيرت نحو عبادان إلى الأبلة فلم يزالوا يحاربون أهل الأبلة إلى ليلة الأربعاء لخمس بقين من رجب سنة 256 فلما كان في هذه الليلة اقتحمها الزنج مما يلي دجلة ونهر الأبلة فقتل بها أبو الأحوص وابنه وأضرمت نارا وكانت مبنية بالساج محفوفة بناء متكاثفا فأسرعت فيها النار ونشأت ريحا عاصفا فأطارت شرر ذلك الحريق حتى وصلت بشاطئ عثمان فاحترق وقتل بالأبلة خلق كثير وغرق خلق كثير وحويت الأسلاب فكان ما احترق من الأمتعة أكثر مما انتهب وقتل في هذه الليلة عبد الله بن حميد الطوسي وابن له كانا في شذاة بنهر معقل مع نصير المعروف بأبي حمزة (وفيها) استسلم أهل عبادان لصاحب الزنج فسلموا إليه حصنهم * ذكر الخبر عن السبب الذي دعاهم إلى ذلك * ذكر أن السبب في ذلك أن الخبيث لما فعل من أصحابه من الزنج بأهل الأبلة ما فعلوا ضعفت قلوبهم وخافوهم على أنفسهم وحرمهم فأعطوا بأيديهم وسلموا إليه بلدهم فدخلها أصحابه فأخذوا من كان فيها من العبيد وحملوا ما كان فيها من السلاح إليه ففرقه عليهم (وفيها) دخل أصحابه الأهواز وأسروا إبراهيم بن المدبر * ذكر الخبر عن سبب ذلك * وكان الخبيث لما أوقع أصحابه بالأبلة وفعلوا بها ما فعلوا واستسلم له أهل عبادان فأخذ مماليكهم فضمهم إلى أصحابه من الزنج وفرق بينهم ما أخذ من السلاح الذي كان بها طمع في الأهواز فاستنهض أصحابه نحو جبى فلم يثبت لهم أهلها وهربوا منهم فدخلوا فقتلوا وأحرقوا ونهبوا وأخربوا ما وراءها حتى وافوا الأهواز وبها يومئذ سعيد بن يكسين وال واليه حربها وإبراهيم بن محمد بن المدبر واليه الخراج والضياع فهرب الناس منهم أيضا فلم يقاتلهم كثير أحد وانحاز سعيد بن يكسين فيمن كان معه من الجند وثبت إبراهيم بن المدبر فيمن كان معه من غلمانه وخدمه
(٥٩٦)