أشياء كثيرة من تقديمهم عليهم وأرادوا المهتدى على الخروج إليهم فلم يزل كذلك إلى الظهر ثم ركب وأكثر الفرسان الفراغنة وأكثر الرجالة المغاربة ووجه إليهم وهم بين الكرخ والقطائع والأتراك زهاء عشرة آلاف وهم في ستة آلاف لم يكن معهم من الأتراك الا أقل من ألف وهم أصحاب صالح بن وصيف وجماعة مع يارجوخ فلما التقى الزحفان انحاز يارجوخ بمن معه من الأتراك وانهزم أصحاب صالح بن وصيف فرجعوا إلى منازلهم وخرج طاشتمر من خلف الدكة وكانوا جعلوا كمينا وتصادم القوم فكانت الحرب بينهم ساعة من النهار ضربا وطعنا ورميا ثم وقعت الهزيمة على أصحاب المهتدى فثبت وأقبل يدعوهم إلى نفسه ويقاتل حتى يئس من رجوعهم ثم انهزم وبيده سيف مشطب وعليه درع وقباء ظاهر به حرير أبيض معين فمضى حتى صار إلى موضع خشبة بابك وهو يحث الناس على مجاهدة القوم ونصرته فلم يتبعه أحد الا جماعة من العيارين فلما صار؟ ا إلى باب السجن تعلقوا بلجامه وسألوه اطلاق من في السجن فانصرف بوجهه عنهم فلم يتركوه حتى أمر بإطلاقهم فانصرفوا عنه واشتغلوا بباب السجن وبقى وحده فمر حتى صار إلى موضع دار أبى صالح بن يزداد وفيها أحمد بن جميل فدخل الدار وأغلقت الأبواب فنزع ثيابه وسلاحه وكانت به طعنة في وركه فطلب قميصا وسراويل فأعطاه أحمد بن جميل وغسل الدم عن نفسه وشرب ماء وصلى فأقبل جماعة من الأتراك مع يارجوخ نحو من ثلاثين رجلا حتى صاروا إلى دار أبى صالح فضربوا الباب حتى دخلوها فلما أحس بهم أخذ السيف وسعى فصعد على درجة في الدار ودخل القوم وقد علا السطح فأراد بعضهم الصعود لاخذه فضربه بالسيف فأخطأه وسقط الرجل عن الدرجة فرموه بالنشاب فوقعت نشابة في صدره فجرحته جراحة خفيفة وعلم أنه الموت فأعطى بيده ونزل فرمى بسيفه فأخذوه فجعلوه على دابة بين يدي أحدهم وسلكوا الطريق الذي جاء منه حتى صيروه إلى داريارجوخ في القطائع وأنهبوا الجوسق فلم يبق فيه شئ وأخرجوا أحمد بن المتوكل المعروف بابن فتيان وكان محبوسا في؟ لجوسق وكتبوا إلى موسى
(٥٩٢)