وكانت خطوته تلى الخليفة فسبقه عبد الله بن تكين فضرب رأسه بالسيف فما بقى في الدار أحد إلا سل سيفه وقام المهتدى فدخل بيتا كان بقربه وأخذ محمد بن بغا فأدخل حجرة في الدار وحبس أصحابه الباقون وأراد القوم قتل الغلام فمنعهم المهتدى وقال إن لي في هذا نظر ثم أمر فأعطى قميصا من الخزانة وأمر بغسل رأسه من الدم وحبس فأصبح الناس يوم الأربعاء وقد كثروا والبيعة تؤخذ ثم أمر عبد الله بن الواثق بالخروج إلى الرفيف في ألف رجل من الشاكرية والفراغنة وغيرهم وكان ممن أمر بالخروج من قواد خراسان محمد بن يحيى الواثقي وعتاب ابن عتاب وهارون بن عبد الرحمن بن الأزهر وإبراهيم أخو أبى عون يحيى بن محمد بن داود وولد نصر بن شيث وعبد الرحمن بن دينار وأحمد بن فريدون وغيرهم ثم إن عبد الله بن الواثق بلغه عن هؤلاء القواد أنهم يقولون إنه ليس بصواب شخوصهم إلى تلك الناحية فترك الخروج إليها ثم إنهم أرادوا أن يكتبوا إلى موسى ومفلح بالانصراف وتسليم العسكر إلى من فيه من القواد فأجمعوا على أن يكتبوا إليهما بذلك كتابا وكتبا إلى بعض القواد في تسلم العسكر منهما وكتبا إلى الصغار بما سأل أصحابهم بسامرا وما أجيبوا إليه وأمر بنسخ الكتب التي كتبت إلى القواد وأن ينظروا فان سارع موسى ومفلح إلى ما أمرا به من الاقبال إلى الباب في غلمانهم وتسليم العسكر إلى من أمرا بتسليمه إليه والا شدوهما وثاقا وحملوهما إلى الباب ووجهوا هذه الكتب مع ثلاثين رجلا منهم فشخصوا عن سامرا ليلة الجمعة لخمس خلون من رجب من هذه السنة وأجرى على من أخذت عليه البيعة في الدار على كل رجل منهم في اليوم درهمان فكان المتولي لتفرقة ذلك عليهم عبد الله بن تكين وهو خال ولد كنجور ولما تناهى الخبر إلى موسى وأصحابه اتهم كنجور وأمر بحبسه بعد أن ناله بالضرب وموسى حينئذ بالسن ولما انتهى الخبر إلى بايكباك وهو بالحديثة أقبل إلى السن فاستخرج كنجور من الحبس واجتمع العسكر بالسن ووصل إليهم الرسل وأوصلوا الكتب وقرأوا بعضها على أهل العسكر وأخذوا عليهم البيعة بالنصرة لهم فارتحلوا حتى نزلوا قنطرة الرفيف يوم الخميس لاحدى عشرة ليلة
(٥٩٠)