فلحق به زهاء خمسمائة رجل ثم تفرقوا عنه في ليلتهم فلم يبق إلا في أقل من مائة ومضى فصار إلى المحمدية وأصبح الموالى في غداة يوم الأربعاء يطالبون بما كانوا يطالبون به أولا فقيل لهم إن هذا الامر الذي تريدونه أمر صعب واخراج الامر عن أيدي هؤلاء الامراء ليس بسهل عليكم فكيف إذا جمع إلى ذلك أخذهم بالأموال فانظروا في أموركم فإن كنتم تظنون أنكم تصبرون على هذا الامر حتى يبلغ منه غايته أجابكم إليه أمير المؤمنين و؟ تكن الأخرى فان أمير المؤمنين يحسن لكم النظر فأبوا الا ما سألوه أولا فدعوا إلى أيمان البيعة على أن يقيموا على هذا القول ولا يرجعوا عنه أن يقاتلوا من قاتلهم فيه وينصحوا لأمير المؤمنين ويوالوه فأجابوه إلى ذلك فأخذت عليهم أيمان البيعة فبايع في ذلك اليوم زهاء ألف رجل وعيسى بن فرخانشاه الذي يجرى على يده الأمور ومقامه مقام الوزير ثم كتبوا إلى أبى نصر كتابا عن أنفسهم كتبه لهم عيسى بن فرخانشاه يذكرون فيه إنكارهم خروجه من الدار عن غير سبب وأنهم انما قصدوا أمير المؤمنين ليشكوا إليه حاجتهم وإنهم لما وجدوا الدار فارغة أقاموا فيها وأنهم إذا عاد ردوه إلى حاله ولم يهيجوه وكتب عيسى عن الخليفة بمثل ذلك إليه فاقبل من المحمدية بين العصر والعشاء فدخل الدار ومعه أخوه حبشون وكيغلغ وبكالبا وجماعة منهم فقام الموالى في وجوههم معهم السلاح وقعد المهتدى فوصل إليه أبو نصر ومن معه فسلم عليه ودنا فقبل يد المهتدى ورجله والبساط وتأخر فخاطبه المهتدى بأن قال له يا محمد ما عندك فيما يقول الموالى قال وما يقولون قال يذكرون أنكم احتجنتم الأموال واستبددتم بالاعمال فما تنظرون في شئ من أمورهم ولا فيما عاد لمصلحتهم فقال محمد يا أمير المؤمنين وما أنا والأموال ما كنت كاتب ديوان ولاجرت على يدي أعمال فقال له فأين هي الأموال وهل هي إلا عندك وعند أخيك وكتابكم وأصحابكم ودنا الموالى فتقدم عبد الله بن تكين وجماعة منهم فأخذوا بيد أبى نصر وقالوا هذا عدو أمير المؤمنين يقوم بين يديه بسيف فأخذوا سيفه ودخل غلام لأبي نصر كان حاضرا يقال له ثيتل فسل سيفه وخطا ليمنعهم من أبى نصر
(٥٨٩)