رمضان على بغداد والسواد وواسط وكور دجلة والبصرة والأهواز وفارس وأمر أن يولى صاحب بغداد أعماله وأن يعقد ليارجوخ على البصرة وكور دجلة واليمامة والبحرين مكان سعيد بن صالح فولى يارجوخ منصور بن جعفر بن دينار البصرة وكور دجلة إلى ما يلي الأهواز (وفيها) أمر بغراج باستحثاث سعيد الحاجب في المصير إلى دجلة والاناخة بإزاء عسكر صاحب الزنج ففعل ذلك بغراج فيما قيل ومضى سعيد الحاجب لما أمر به من ذلك في رجب من هذه السنة * فذكر أن سعيدا لما صار إلى نهر معقل وجد هنالك جيشا لصاحب الزنج بالنهر المعروف بالمرغاب وهو أحد الأنهار المعترضة في نهر معقل فأوقع بهم فهزمهم واستنقذ ما في أيديهم من النساء والنهب وأصابت سعيدا في تلك الوقعة جراحات منها جراحة في فيه ثم سار سعيد حتى صار إلى الموضع المعروف بعسكر أبى جعفر المنصور فأقام به ليلة ثم سار حتى أناخ بموضع يقال له هطمة من أرض الفرات فأقام هنالك أياما يعبى أصحابه ويستعد للقاء صاحب الزنج وبلغه في أيام مقامه هنالك أن جيشا لصاحب الزنج بالفرات فقصد لهم بجماعة من أصحابه فهزمهم وكان فيهم عمران زوج جدة ابن صاحب الزنج المعروف بانكلاى فاستأمن عمران هذا إلى بغراج وتفرق ذلك الجمع قال محمد بن الحسن فلقد رأيت المرأة من سكان الفرات تجد الزنجي مستترا بتلك الأدغال فتقبض عليه حتى تأتى به عسكر سعيد ما به منها امتناع ثم قصد سعيد حرب الخبيث فعبر إلى غربي دجلة فأوقع به وقعات في أيام متوالية ثم انصرف سعيد إلى معسكره بهطمة فأقام به يحاربه باقي رجب وعامة شعبان (وفيها) تخلص إبراهيم ابن محمد بن المدبر من حبس الخبيث وكان سبب تخلصه منه فيما ذكر أنه كان محبوسا في غرفة في منزل يحيى بن محمد البحراني فضاق مكانه على البحراني فأنزله إلى بيت من أبيات داره فحبسه فيه وكان موكلا به رجلان ملاصق مسكنهما المنزل الذي فيه إبراهيم فبذل لهما ورغبهما فسربا له سربا إلى الموضع الذي فيه إبراهيم من ناحيتهما فخرج هو وابن أخ له يعرف بأبي غالب ورجل من بني هاشم كان محبوسا معهما (وفيها) أوقع أصحاب الخبيث بسعيد وأصحابه فقتلوه ومن معه
(٥٩٩)