؟ بغا وسألوه الانصراف إليهم فأقام المهتدى عندهم لم يحدثوا في أمره شيئا فلما كان يوم الثلاثاء بايعوا أحمد بن المتوكل في القطائع وصاروا به يوم الأربعاء إلى الجوسق فبايعه الهاشميون والخاصة وأرادوا المهتدى على الخلع في هذه الأيام فأبى ولم يجبهم ومات يوم الأربعاء وأظهروه يوم الخميس لجماعة الهاشميين والخاصة فكشفوا عن وجهه وغسلوه وصلى عليه جعفر بن عبد الواحد يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة 256 وقدم موسى بن بغا يوم السبت لعشر بقين من رجب وركب أحمد ابن فتيان إلى دار العامة يوم الاثنين لثمان بقين من رجب فبايعوه بيعة العامة * فذكر عن محمد بن عيسى القرشي أنه قال لما صار المهتدى في أيديهم أبى أن يخلع نفسه فخلعوا أصابع يديه ورجليه من كفيه وقدميه حتى ورمت كفاه وقدماه وفعلوا به غير شئ حتى مات (وقد ذكر) في سبب قتل أبى نصر محمد بن بغا أنه كان خرج من سامرا يريد أخاه موسى فوجه إليه المهتدى أخاه عبد الله في جماعة من المغاربة والفراغنة فلحقوه بالرفيف فجئ به فحبس وكان قد دخل على المهتدى مسلما قبل خلافهم فقال له يا محمد إنما قدم أخوك موسى في جيشه وعبيده حتى يقتل صالح بن وصيف وينصرف قال يا أمير المؤمنين أعيذك بالله موسى عبدك وفى طاعتك وهو مع هذا في وجه عدو كلب قال قد كان صالح أنفع لنا منه وأحسن سياسة للملك وهذا العلوي قد رجع إلى الري قال وما حيلته يا أمير المؤمنين قد هزمه وقتل أصحابه وشرد به كل مشرد فلما انصرف عاد وهذا فعله أبدا اللهم إلا أن تأمره بالمقام بالري دهره قال دع هذا عنك فان أخاك ما صنع شيئا أكثر من أخذ الأموال واحتجانها لنفسه فأغلظ له أبو نصر وقال ينظر فيما صار إليه وإلى أهل بيته منذ وليت الخلافة فيرد وينظر ما صار إليك وإلى اخوتك فيرد فأمر به فأخذ وضرب وحبس وانتهبت داره ودار ابن ثوابة ثم أباح دم الحسن بن مخلد وابن ثوابة وسليمان بن وهب القطان كاتب مفلح فهربوا فانتهبت دورهم ثم جاء المهتدى بالفراغنة والأشروسنية والطبرية والديالمة والاشتاخنية ومن بقى من أتراك الكرخ وولد وصيف فسألهم النصرة على موسى ومفلح وضرب بينهم وقال قد أخذوا الأموال واستأثروا بالفئ وأنا أخاف أن يقتلوني وإن نصرتموني أعطيتكم جميع ما فاتكم وزدتكم في أرزاقكم فأجابوه (38 - 7)
(٥٩٣)