مع موسى مقيم في وجه الشاري مساور وكتب إليه يأمره ان يضم العسكر الذي مع موسى إلى نفسه وأن يكون هو الأمير عليهم وأن يقتل موسى بن بغا ومفلحا أو يحملهما إليه مقيدين فلما وصل الكتاب إلى بايكباك أخذه ومضى به إلى موسى ابن بغا فقال إني لست أفرح بهذا وإنما هذا تدبير علينا جميعا وإذا فعل بك اليوم شئ فعل بي غدا مثله فما ترى قال أرى أن تصير إلى سامرا فتخبره أنك في طاعته وناصره على موسى ومفلح فإنه يطمئن إليك ثم ندبر في قتله فقدم بايكباك فدخل على المهتدى وقد مضوا إلى منازلهم كما قدموا من عند الشاري فأظهر له المهتدى الغضب وقال تركت العسكر وقد أمرتك أن تقتل موسى ومفلحا وداهنت في أمرهما قال يا أمير المؤمنين وكيف لي بهما وكيف يتهيأ لي قتلهما وهما أعظم جيشا منى وأعز منى ولقد جرى بيني وبين مفلح شئ في بعض الامر فما انتصفت منه ولكني قد قدمت بجيشي وأصحابي ومن أطاعني لأنصرك عليهما وأقوى أمرك وقد بقى موسى في أقل العدد قال ضع سلاحك وأمر بادخاله دارا فقال يا أمير المؤمنين ليس هذا سبيل مثلي إذا قدم من مثل هذا الوجه حتى أصير إلى منزلي وآمر أصحابي وأهلي بأمري قال ليس إلى ذلك سبيل أحتاج إلى مناظرتك فأخذ سلاحه فلما أبطأ خبره على أصحابه سعى فيهم أحمد بن خاقان حاجب بايكباك فقال اطلبوا صاحبكم قبل أن يحدث به حدث فجاشت الترك وأحاطوا بالجوسق فلما رأى ذلك المهتدى وعنده صالح بن علي بن يعقوب بن أبي جعفر المنصور شاوره وقال ما ترى قال يا أمير المؤمنين إنه لم يبلغ أحد من آبائك ما بلغته من الشجاعة والاقدام وقد كان أبو مسلم أعظم شأنا عند أهل خراسان من هذا التركي عند أصحابه فما كان الا أن طرح رأسه إليهم حتى سكنوا وقد كان فيهم من يعبده ويتخذه ربا فلو فعلت مثل ذلك سكنوا فأنت أشد من المنصور إقداما وأشجع قلبا فأمر المهتدى الكرخي واسمه محمد بن المباشر وكان حدادا بالكرخ يطرق المسامير فانقطع إلى المهتدى ببغداد فوثق به ولزمه فأمره بضرب عنق بايكباك فضرب عنقه والأتراك مصطفون في الجوسق في السلاح يطلبون بايكباك فأمر المهتدى عتاب بن عتاب القائد أن يرميهم برأسه
(٥٨٣)