أبو القاسم لهم إن أمير المؤمنين يقول قد أخرجت التوقيعات لكم بجميع ما سألتم ولم يبق لكم مما تحبون شئ إلا وأمير المؤمنين يبلغ فيه الغاية وهذا أمان لصالح ابن وصيف بالظهور وقرأ عليهم أمانا لصالح بأن موسى وبايكباك سألا أمير المؤمنين أعزه الله ذلك فأجابهما إليه وأكده بغاية التأكيد ثم قال فعلام اجتماعكم فأكثروا الكلام فكان الذي حصله عند انصرافه أن قالوا نريد أن يكون موسى في مرتبة بغا الكبير وصالح في مرتبة وصيف أيام بغا وبايكباك في مرتبته الأولى ويكون الجيش في يد من هو في يده إلى أن يظهر صالح بن وصيف فيوضع لهم العطاء وتتنجز لهم الأرزاق بما في التوقيعات قالوا نعم فانصرف القوم فلما صاروا على قدر خمسمائة ذراع اختلفوا فقال قوم قد رضينا وقال قوم لم نرض وانصرف رسل المهتدى إلى أن القوم قد تفرقوا وهم على أن ينصرفوا فانصرف عند ذلك وتفرق الناس إلى مواضعهم من الكرخ والدور وسامرا فلما كان غداة يوم السبت ركب ولد وصيف وجماعة من مواليهم وغلمانهم وتنادى الناس السلاح وانتهب دواب العامة الرجالة رجالة أصحاب صالح بن وصيف ومضوا فعسكروا بسامرا في طرف وادى إسحاق بن إبراهيم عند مسجد لجين أم ولد المتوكل وركب أبو القاسم عند ذلك يريد دار المهتدى فمر بهم في طريقه فتعلقوا به وبمن كان معه من حشمه وغلمانه فقالوا له تؤدى إلى أمير المؤمنين عنا رسالة فقال لهم قولوا فخلطوا ولم يتحصل من قولهم شيئا الا أنا نريد صالحا فمضى حتى أدى إلى أمير المؤمنين ذلك والى موسى وجماعة القواد حضور * فذكر عن من حضر المجلس أن موسى بن بغا قال يطلبون صالحا منى كأني أنا أخفيته وهو عندي فإن كان عندهم فينبغي لهم أن يظهروه وتأكد عندهم الخبر باجتماع القوم وتحلب الناس إليهم وتهايجوا من دار أمير المؤمنين فركبوا في السلاح وأخذوا في الحير حتى اجتمعوا ما بين الدكة وظهر المسجد الجامع فاتصل الخبر بالأتراك ومن كان ضوي إليهم فانصرفوا ركضا وعدوا لا يلوى فارس على راجل ولا كبير على صغير حتى دخلوا ألد؟ وب والأزقة ولحقوا بمنازلهم وزحف موسى وأصحابه جميعا فان
(٥٧٨)