أمير المؤمنين وتفويض الامر إليه فنحن سامعون مطيعون لأمير المؤمنين والأمور مفوضة إلى الله وهو مولانا ونحن عبيده وما نعترض عليه في شئ من الأمور أصلا وأما ما ذكرتم أنا نريد بأمير المؤمنين سوءا فمن أراد ذلك فجعل الله دائرة السوء عليه وأخزاه في دنياه وآخرته أبقاكم الله وحفظكم وأتم نعمته عليكم فلما قرأ الكتابات عليهم قالوا لأبي القاسم هذا المساء قد أقبل ننظر في أمرنا الليلة ونعود بالغداة لنعرفك رأينا فافترقوا وانصرف أبو القاسم إلى أمير المؤمنين ثم أصبح القوم من غداة يوم الجمعة فلما كان في آخر الساعة الأولى ركب موسى ابن بغا من دار أمير المؤمنين وركب الناس معه وهم قدر ألف وخمسمائة رجل حتى خرج من باب الحير الذي يلي القطائع من الجوسق والكرخ فعسكر هناك وخرج أبو القاسم أخو المهتدى ومعه الكرخي حتى صار إلى القوم وهم زهاء خمسمائة فارس وثلاثة آلاف راجل وقد كان أبو القاسم انصرف في الليل ومعه التوقيعات فلما صار بينهم أخرج كتابا من المهتدى نسخته شبيه بالكتاب الذي في درجه التوقيعات فلما قرأ الكتاب ضجوا واختلفت أقاويلهم وكثر من يلحق بهم من رجالة الموالى من ناحية سامرا في الحير فلم يزل أبو القاسم ينتظر أن ينصرف من عندهم بجواب يحصله يؤديه إلى أمير المؤمنين فلم يتهيأ ذلك إلى الساعة الرابعة وانصرفوا فطائفة يقولون نريد ان يعز الله أمير المؤمنين ويوفر علينا أرزاقنا فإنا قد هلكنا بتأخيرها عنا وطائفة يقولون لا نرضى حتى يولى علينا أمير المؤمنين إخوته فيكون واحد بالكرخ وآخر بالدور وآخر بسامرا ولا نريد أحدا من الموالى يكون علينا رأسا وطائفة تقول نريد أن يظهر صالح بن وصيف وهى الأقل فلما طال الكلام بهذا منهم انصرف أبو القاسم إلى المهتدى بجملة من الخبر وبدأ بموسى في الموضع الذي هو معسكر فيه فانصرف بانصرافه فلما صلى المهتدى الجمعة صير الجيش إلى محمد بن بغا وأمره بالمصير إلى القوم مع أخيه أبى القاسم فركب معه محمد بن بغا في زهاء خمسمائة فارس ورجع موسى إلى الموضع الذي كان فيه بالغداة ومضى أبو القاسم ومحمد بن بغا حتى خالطا القوم وأحاط الجميع به فقال (؟ 37 - 7)
(٥٧٧)