الاقطاعات وأن يكون أمير المؤمنين يزيد من شاء ويرفع من شاء وذكروا أنهم صائرون في أثر كتابهم إلى باب أمير المؤمنين ومقيمون هناك إلى أن تقضى حوائجهم وأنه ان بلغهم أن أحدا اعترض على أمير المؤمنين في شئ من الأمور أخذوا رأسه وإن سقط من رأس أمير المؤمنين شعرة قتلوا به موسى بن بغا وبايكباك وفلحا وياجور وبكالبا وغيرهم ودعوا الله لأمير المؤمنين ودفعوا الكتاب إلى أبى القاسم فانصرف به حتى أوصله وتحرك الموالى بسامرا واضطرب القواد جدا قد كان المهتدى قعد للمظالم وأدخل الفقهاء والقضاة وأخذوا مجالسهم وقام القواد في مراتبهم وسبق دخول أبى القاسم دخول المتظلمين فقرأ المهتدى الكتاب قراءة ظاهرة وخلا بموسى بن بغا ثم أمر سليمان بن وهب أن يوقع في رقعتهم بإجابتهم إلى ما سألوا فلما فعل ذلك في فصل من الكتاب أو فصلين قال أبو القاسم يا أمير المؤمنين لا يقنعهم إلا خط أمير المؤمنين وتوقيعه فأخذ المهتدى كتابهم فضرب على ما كان سليمان وقع في ذلك ووقع في كل باب بإجابتهم إلى ما سألوا وبأن يفعل ذلك ثم كتب كتابا مفردا بخطه وختمه بخاتمه ودفعه إلى أبى القاسم فقال أبو القاسم لموسى وبايكباك ومحمد ابن بغا وجهوا إليهم معي رسلا يعتذرون إليهم مما بلغهم عنكم فوجه كل واحد منهم رجلا وصار أبو القاسم إليهم وهم في مواضعهم وقد صاروا زهاء ألف فارس وثلاثة آلاف راجل وذلك في وقت الظهر من يوم الخميس لخمس ليال خلون من صفر من هذه السنة فأقرأهم من أمير المؤمنين السلام وقال لهم إن أمير المؤمنين قد أجابكم إلى كل ما سألتم فادعوا الله لأمير المؤمنين ثم دفع كتابهم إلى كاتبهم فقرأه عليهم بما فيه من التوقيعات ثم قرأ عليهم كتاب أمير المؤمنين فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم أرشدكم الله وحاطكم وأمتع بكم وأصلح أموركم وأمور المسلمين بكم وعلى أيديكم فهمت كتابكم وقرأته على رؤسائكم فذكروا مثل الذي ذكرتم وسألوا مثل الذي سألتم وقد أجبتكم إلى جميع ما سألتم محبة لصلاحكم وألفتكم واجتماع كلمتكم وقد أمرت بتقرير أرزاقكم وأن تصير دارة عليكم فليست لكم حاجة إلى حركة فطيبوا
(٥٧٤)