أمير المؤمنين كتابهم وليستمعوا كلامه. فلما رجع أبو القاسم وجه موسى زهاء خمسمائة فارس فوقفوا على باب الحير بين الجوسق والكرخ فمال إليهم أبو القاسم ورسل القوم ورسل أنفسهم فدفع رسول موسى إلى موسى كتاب القوم إليه وإلى أصحابه وفى الجماعة سليمان بن وهب وولده وأحمد بن محمد بن ثوابة وغيرهم من الكتاب فلما قرأ الكتاب عليهم أعلمهم أبو القاسم ان معه كتابا من القوم إلى أمير المؤمنين ولم يدفعه إليهم فركبوا جميعا وانصرفوا إلى المهتدى فوجدوه في الشمس قاعدا على لبد قد صلى المكتوبة وكسر جميع ما كان في القصر من الملاهي وآلاتها وآلات اللعب والهزل فدخلوا فأوصلوا إليه الكتب وخلوا مليا ثم أمر المهتدى سليمان بن وهب بإنشاء الكتب على ما سألوا في خمس رقاع فأنفذها المهتدى في درج كتاب منه بخطه ودفعه إلى أخيه وكتب القواد إليهم جواب كتابهم ودفعوه إلى صاحب موسى فصار إليهم أبو القاسم في وقت المغرب فأقرأهم من المهتدى السلام وقرأ عليهم كتابه فإذا فيه (بسم الله الرحمن الرحيم) وفقنا الله وإياكم لطاعته وما يرضيه فهمت كتابكم حاطكم الله وقد أنفذت إليكم التوقيعات الخمس على ما سألتم فوكلوا من يتنجزها من الدواوين إن شاء الله وأما ما سألتم من تصيير أمركم إلى أحد إخوتي ليوصل إلى أخباركم ويؤدى إلى حوائجكم فوالله انى لأحب أن أتفقد ذلك بنفسي وأن أطلع على كل أمركم وما فيه مصلحتكم وأنا مختار لكم الرجل الذي سألتم من إخوتي أو غيرهم إن شاء الله فاكتبوا إلى بحوائجكم وما تعلمون أن فيه صلاحكم فانى صائر من ذلك إلى ما تحبون إن شاء الله وفقنا الله وإياكم لطاعته وما يرضيه وأوصل إليهم رسول موسى كتاب موسى وأصحابه فإذا فيه (بسم الله الرحمن الرحيم) أبقاكم الله وحفظكم وأتم نعمته عليكم فهمنا كتابكم وانما أنتم اخواننا وبنو عمنا ونحن صائرون إلى ما تحبون وقد أمر أمير المؤمنين أعزه الله في كل ما سألتم بما تحبون وأنفذ التوقيعات به إليكم وأما ما ذكرتم من أمر صالح مولى أمير المؤمنين وتغيرنا له فهو الأخ وابن العم وما أردنا من ذلك ما تكرهون فان وعدكم أن يعطيكم أرزاق ستة أشهر فقد رفعنا إلى أمير المؤمنين رقاعا نسأله مثل الذي سألتم وأما ما قلتم من ترك الاعتراض على
(٥٧٦)