نفسا والسلام أرشدكم الله وحاطكم وأمتع بكم وأصلح أموركم وأمور المسلمين بكم وعلى أيديكم فلما فرغ القارئ من الكتاب قال لهم أبو القاسم وهؤلاء رسل رؤسائكم يعتذرون إليكم من شئ إن كان بلغكم عنهم وهم يقولون إنما أنتم إخوة وأنتم منا والينا وتكلم الرسل بمثل ذلك فتكلموا أيضا كلاما كثيرا ثم كتبوا كتابا يعتذرون فيه بمثل العذر الأول إلى أمير المؤمنين وذكروا فيه خصالا مما ذكروه في الكتاب الذي قبله ووصفوا أنه لا يقنعهم إلا أن ينفذ إليهم خمس توقيعات توقيعا بحط الزيادات وتوقيعا برد الاقطاعات وتوقيعا بإخراج الموالى البوابين من الخاصة إلى عداد البرانيين وتوقيعا برد الرسوم إلى ما كانت عليه أيام المستعين وتوقيعا برد التلاجئ حتى يدفعوها إلى رجل يضمون إليه خمسين رجلا من أهل الدور وخمسين رجلا من أهل سامرا ينتجزون من الدواوين ثم يصير أمير المؤمنين الجيش إلى أحد إخوته أو غيرهم ممن يرى ليسفر بينه وبينهم بأمورهم ولا يكون رجلا من الموالى وأن يؤمر صالح بن وصيف فيحاسب هو وموسى بن بغا على ما عندهم من الأموال وأنه لا يرضيهم دون ما سألوا في كتبهم كلها مع تعجيل العطاء وإدرار أرزاقهم عليهم في كل شهرين وأنهم قد كتبوا إلى أهل سامرا والمغاربة في موافاتهم وأنهم صائرون إلى باب أمير المؤمنين لينجز ذلك لهم ودفعوا الكتاب إلى أبى القاسم أخي أمير المؤمنين وكتبوا كتابا آخر إلى موسى بن بغا وبايكباك ومحمد بن بغا ومفلح وياجور وبكالبا وغيرهم من القواد الذين ذكروا أنهم كتبوا كتابا ذكروا فيه أنهم قد كتبوا إلى أمير المؤمنين بما كتبوا وان أمير المؤمنين لا يمنعهم ما سألوا إلا أن يعترضوا عليه وأنهم إن فعلوا ذلك وخالفوهم لم يوافقوهم على شئ وان أمير المؤمنين إن شاكته شوكة أو أخذ من رأسه شعرة أخذوا رؤسهم جميعا وأنهم ليس يقنعهم إلا أن يظهر صالح بن وصيف حتى يجمع بينه وبين موسى بن بغا حتى ينظر أين موضع الأموال فان صالحا قد كان وعدهم قبل استتاره أن يعطيهم أرزاق ستة أشهر ثم دفعوا هذا الكتاب إلى رسول موسى ووجهوا مع أبي القاسم عدة نفر منهم ليوصلوا إلى
(٥٧٥)