وبيعة عبد الله المأمون وقرأ عليهم كتابا من طاهر بن الحسين يعدهم العدل والانصاف ويرغبهم في طاعة المأمون ويعلمهم ما بسط المأمون من العدل في رعيته فأجاب أهل اليمن إلى بيعة المأمون واستبشروا بذلك وبايعوا للمأمون وخلعوا محمدا فسار فيهم يزيد بن جرير بن يزيد بأحسن سيرة وأظهر عدلا وإنصافا وكتب بإجابتهم وبيعتهم إلى المأمون وإلى طاهر بن الحسين (وفى هذه السنة) عقد محمد في رجب وشعبان منها نحوا من أربعمائة لواء لقواد شتى وأمر على جميعهم علي بن محمد بن عيسى بن نهيك وأمرهم بالمسير إلى هرثمة بن أعين فساروا فالتقوا بجللتا في رمضان على أميال من النهروان فهزمهم هرثمة وأسر علي بن محمد بن عيسى بن نهيك وبعث به هرثمة إلى المأمون وزحف هرثمة فنزل النهروان (وفى هذه السنة) أستأمن إلى محمد من طاهر جماعة كثيرة وشغب الجند على طاهر ففرق محمد فيمن صار إليه من أصحاب طاهر مالا عظيما وقود رجالا وغلف لحاهم بالغالية فسموا بذلك قواد الغالية * ذكر الخبر عن سبب ذلك وإلى ما آل إليه الامر فيه * ذكر عن يزيد بن الحارث قال أقام طاهر على نهر صرصر لما صار إليها وشمر في محاربة محمد وأهل بغداد فكان لا يأتيه جيش إلا هزمه فاشتد على أصحابه ما كان محمد يعطى من الأموال والكسى فخرج من عسكره نحو من خمسة آلاف رجل من أهل خراسان ومن التف إليهم فسر بهم محمد ووعدهم ومناهم وأثبت أسماءهم في الثمانين قال فمكثوا بذلك أشهرا وقود جماعة من الحربية وغيرهم ممن تعرض لذلك وطلبه وعقد لهم ووجههم إلى دسكرة الملك والنهروان ووجه إليهم حبيب بن جهم النمري الأعرابي في أصحابه فلم يكن بينهم كثير قتال وندب محمد قوادا من قواد بغداد فوجههم إلى الياسرية والكوثرية والسفيانيين وحمل إليهم الأطعمة وقواهم بالأرزاق وصيرهم ر؟ ءا لمن خلفهم وفرق الجواسيس في أصحاب طاهر ودس إلى رؤساء الجند الكتب بالاطماع والترغيب فشغبوا على طاهر واستأمن كثير منهم إلى محمد ومع كل عشرة أنفس منهم طبل
(٤٧)