فأمسك عنه الناس فقال شاعر من أهل الجانب الشرقي لم يعرف اسمه في زهير وقتله الناس بالمجانيق لا تقرب المنجنيق والحجرا * فقد رأيت القتيل إذ قبرا باكر كي لا يفوته خبر * راح قتيلا وخلف الخبرا ماذا كان به من نشاط ومن * صحة جسم به إذا ابتكرا أراد ألا يقال كان له * أمر فلم يدر من به أمرا يا صاحب المنجنيق ما فعلت * كفاك لم تبقيا ولم تذرا كان هواه سوى الذي قدرا * هيهات لن يغلب الهوى القدرا ونزل هرثمة نهر بين وجعل عليه حائطا وخندقا وأعد المجانيق والعرادات وأنزل عبيد الله بن الوضاح الشماسية ونزل طاهر البستان بباب الأنبار فذكر عن الحسين الخليع أنه قال لما تولى طاهر البستان بباب الأنبار دخل محمدا أمر عظيم من دخوله بغداد وتفرق ما كان في يده من الأموال وضاق ذرعا وتحرق صدرا فأمر ببيع كل ما في الخزائن من الأمتعة وضرب آنية الذهب والفضة دنانير ودراهم وحملها إليه لأصحابه وفى نفقاته وأمر حينئذ برمى الحربية بالنفط والنيران والمجانيق والعرادات يقتل بها المقبل والمدبر ففي ذلك يقول عمرو بن عبد الملك العتري الوراق يا رماة المنجنيق * كلكم غير شفيق ما تبالون صديقا * كان أو غير صديق ويلكم تدرون ما تر * مون مرار الطريق رب خود ذات دل * وهى كالغصن الوريق أخرجت من جوف دنيا * ها ومن عيش أنيق لم تجد من ذاك بدا * أبرزت يوم الحريق وذكر عن محمد بن منصور الباوردي قال لما اشتدت شوكة طاهر على محمد وهزمت عساكره وتفرق قواده كان فيمن استأمن إلى طاهر سعيد بن مالك بن قادم فلحق به فولاه ناحية البغيين والأسواق هنالك وشاطئ دجلة وما اتصل به أمامه
(٥٠)