الكرخ والخلد وما والاها دار النكث وقبض ضياع من لم ينجز إليه من بني هاشم والقواد والموالي وغلاتهم حيث كانت من عمله فذلوا وانكسروا وانقادوا وذلت الأجناد وتواكلت عن القتال إلا باعة الطريق والعراة وأهل السجون والأوباش والرعاع والطرارين وأهل السوق وكان حاتم بن الصقر قد أباحهم النهب وخرج الهرش والأفارقة فكان طاهر يقاتلهم لا يفتر عن ذلك ولا يمله ولا ينى فيه فقال الخزيمي يذكر بغداد ويصف ما كان فيها قالوا ولم يلعب الزمان ببغداد * وتعثر بها عواثرها إذ هي مثل العروس باديها * مهول للفتى وحاضرها جنة دنيا ودار مغبطة * قل من النائبات وائرها درت خلوف الدنيا لساكنها * وقل معسورها وعاسرها وانفرجت بالنعيم وانتجعت * فيها بلذاتها حواضرها فالقوم منها في روضة أنق * أشرق غب القطان زائرها من غره العيش في بلهنية * لو أن دنيا يدوم عامرها دار ملوك رست قواعدها * فيها وقرت بها منابرها أهل العلى والثرى وأندية ال * فخر إذا عددت مفاخرها أفراخ نعمى في إرث مملكة * شد عراها لها أكابرها فلم يزل والزمان ذو غير * يقدح في ملكها أصاغرها حتى تساقت كأسا مثملة * من فتنة لا يقال عاثرها وافترقت بعد ألفة شيعا * مقطوعة بينها أياصرها ياهل رأيت الاملاك ما صنعت * إذ لم يزغها بالنصح زاجرها أورد أملاكنا نفوسهم * هوة غي أعيت مصادرها ما ضرها لو وفت بموثقها * واستحكمت في التقى بصائرها ولم تسافك دماء شيعتها * وتبتعل فتية تكابرها وأقنعتها الدنيا التي جمعت * لها ورغب النفوس ضائرها
(٥٢)