فمن ذا الذي يرمى بسهميك في العلى * وعبد مناف والداك وحمير قال فتغنت بهذه الأبيات جارية بين يدي محمد فقال لها لمن الأبيات فقيل له لأبي نواس فقال وما فعل فقيل له محبوس فقال ليس عليه بأس قال فبعث إليه إسحاق بن فراشة وسعيد بن جابر أخا محمد من الرضاعة فقال إن أمير المؤمنين ذكرك البارحة فقال ليس عليه بأس فقال أبياتا وبعث بها إليه وهى هذه الأبيات أرقت وطار عن عيني النعاس * ونام السامرون ولم يؤاسوا أمين الله قد ملكت ملكا * عليك من التقى فيه لباس ووجهك يستهل ندى فيحيا * به في كل ناحية أناس كأن الخلق في تمثال روح * له جسد وأنت عليه رأس أمين الله إن السجن بأس * قد أرسلت ليس عليك باس فلما أنشده قال صدق على به فجئ به في الليل فكسرت قيوده وأخرج حتى أدخل عليه فأنشأ يقول مرحبا مرحبا بخير إمام * صيغ من جوهر الخلافة نحتا يا أمين الاله يكلاك الله * مقيما ظاعنا حيث سرتا إنما الأرض كلها دار * فلك الله صاحب حيث كنتا قال فخلع عليه وخلى سبيله وجعله في ندمائه * وذكر عن عبد الله بن عمرو التميمي قال حدثني أحمد بن إبراهيم الفارسي قال شرب أبو نواس الخمر فرفع ذلك إلى محمد في أيامه فأمر بحبسه فحبسه الفضل بن الربيع ثلاثة أشهر ثم ذكره محمد فدعا به وعنده بنو هاشم وغيرهم ودعا له بالسيف والنطع يهدده بالقتل فأنشده أبو نواس هذه الأبيات تذكر أمين الله والعهد يذكر الشعر الذي ذكرناه قبل وزاد فيه تحسنت الدنيا بحسن خليفة * هو البدر إلا أنه الدهر مقمر إمام يسوس الناس سبعين حجة * عليه له منها لباس ومئزر
(١٠٧)