إذا كان الرئيس كذا سقما * فكيف صلاحنا بعد الرئيس فلو علم المقيم بدار طوس * لعز على المقيم بدار طوس قال حميد ولما ملك محمد وجه إلى جميع البلدان في طلب الملهين وضمهم إليه وأجرى لهم الأرزاق ونافس في ابتياع فره الدواب وأخذ الوحوش والسباع والطير وغير ذلك واحتجب عن اخوته وأهل بيته وقواده واستخف بهم وقسم ما في بيوت الأموال وما بحضرته من الجوهر في خصيانه وجلسائه ومحدثيه وحمل إليه ما كان في الرقة من الجوهر والخزائن والسلاح وأمر ببناء مجالس لمتنزهاته ومواضع خلوته ولهوه ولعبه بقصر الخلد والخيزرانية وبستان موسى وقصر عبدويه وقصر المعلى ورقة كلواذى وباب الأنبار ونبارى والهوب وأمر بعمل خمس حرافات في دجلة على خلقة الأسد والفيل والعقاب والحية والفرس وأنفق في عملها مالا عظيما فقال أبو نواس يمدحه سخر الله للأمين مطايا * لم تسخر لصاحب المحراب فإذا ما ركابه سرن برا * سار في الماء راكبا ليث غاب أسدا باسطا ذراعيه يهوى * أهوب الشدق كالح الأنياب لا يعانيه باللجام ولا السوط * ولا غمز رجله في الركاب عجب الناس إذ رأوك على صورة * ليث تمر مر السحاب سبحوا إذ رأوك سرت عليه * كيف لو أبصروك فوق العقاب ذات زور ومنسر وجناحين * تشق العباب بعد العباب تسبق الطير في السماء إذا ما * استعجلوها بجيئة وذهاب بارك الله للأمير وأبقاه * وأبقى له رداء الشباب ملك تقصر المدائح عنه * هاشمي موفق للصواب * وذكر عن الحسين بن الضحاك قال ابتنى الأمير سفينة عظمية أنفق عليها ثلاثة آلاف ألف درهم واتخذ أخرى على خلقة شئ يكون في البحر يقال له الدلفين فقال في ذلك أبو نواس الحسن بن هاني
(١٠٢)