فنصب رجلا كان ينزل دجيلا يقال له بكير بن المعتمر فكان إذا نزلت بمحمد نازلة وحادثة هزيمة قال له هات فقد جاءنا نازلة فيضع له الاخبار فإذا مشى الناس تبينوا بطلانها قال أحمد بن إسحاق كأني أنظر إلى بكير بن المعتمر شيخ عظيم الخلق * وذكر عن العباس بن أحمد بن أبان الكتاب قال حدثنا إبراهيم بن الجراح قال حدثني كوثر قال أمر محمد بن زبيدة يوما أن يفرش له على دكان في الخلد فبسط له عليه بساط زرعي وطرحت عليه نمارق وفرش مثله و؟ له من آنية الفضة والذهب والجوهر أمر عظيم وأمر قيمة جواريه أن؟ له مائة جارية صانعة فتصعد إليه عشرا عشرا بأيديهن العيدان يغنين بصوت واحد فأصعدت إليه عشرا فلما استوين على الدكان اندفعن فغنين هم قتلوه كي يكونوا مكانه * كما غدرت يوما بكسرى مراز به قال فتأفف من هذا ولعنها ولعن الجواري فأمر بهن فأنزلن ثم لبث هنيهة وأمرها أن تصعد عشرا فلما استوين على الدكان اندفعن فغنين من كان مسرورا بمقتل مالك * فليأت نسوتنا بوجه نهار يجد النساء حواسرا يندبنه * يلطمن قبل تبلج الأسحار قال فضجر وفعل مثل فعلته الأولى وأطرق طويلا ثم قال أصعدى عشرا فأصعدتهن فلما وقفن على الدكان اندفن يغنين بصوت واحد كليب لعمري كان أكثر ناصرا * وأيسر ذنبا منك ضرج بالدم قال فقام من مجلسه وأمر بهدم ذلك المكان تطيرا مما كان * وذكر عن محمد ابن عبد الرحمن الكندي قال حدثني محمد بن دينار قال كان محمد المخلوع قاعدا يوما وقد اشتد عليه الحصار فاشتد اغتمامه وضاق صدره فدعا بندمائه والشراب ليتسلى به في أتى به وكانت له جارية يتحظاها من جواريه فأمرها أن تغنى وتناول كأسا ليشربه فحبس الله لسانها عن كل شئ فغنت كليب لعمري كان أكثر ناصرا * وأيسر ذنبا منك ضرج بالدم فرماها بالكأس الذي في يده وأمر بها فطرحت للأسد ثم تناول كأسا أخرى
(١٠٥)