له قوة على الخروج فأقاموا حتى إذا بلغ زهير قرية شاهي خرجوا فأقاموا حتى إذا بلغ القنطرة أتاهم زهير فنزل عشية الثلاثاء صعنبا ثم واقعهم من الغد فهزموه واستباحوا عسكره وأخذوا ما كان معه من مال وسلاح ودواب وغير ذلك يوم الأربعاء فلما كان من غد اليوم الذي كانت فيه الوقعة بين أهل الكوفة وزهير بن المسيب وذلك يوم الخميس لليلة خلت من رجب سنة 199 مات محمد بن إبراهيم بن طباطبا فجاءة فذكر أن أبا السرايا سمه وكان السبب في ذلك فيما ذكر أن ابن طباطبا لما أحرز ما في عسكر زهير من المال والسلاح والدواب وغير ذلك منعه أبا السرايا وحظره عليه وكان الناس له مطيعين فعلم أبا السرايا أنه لا أمر له معه فسمه فلما مات ابن طباطبا أ؟ م أبو السرايا مكانه غلاما أمرد حدثا يقال له محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فكان أبو السرايا هو الذي ينفذ الأمور ويولى من رأى ويعزل من أحب واليه الأمور كلها ورجع زهير من يومه الذي هزم فيه إلى قصر ابن هبيرة فأقام به وكان الحسن بن سهل قد وجه عبدوس بن محمد بن أبي خالد المروروذي إلى النيل حين وجه زهير إلى الكوفة فخرج بعد ما هزم زهير عبوس يريد الكوفة بأمر الحسن بن سهل حتى بلغ الجامع هو وأصحابه وزهير مقيم بالقصر فتوجه أبو السرايا إلى عبدوس فواقعه بالجامع يوم الأحد لثلاث عشرة بقيت من رجب فقتله وأسر هارون بن محمد بن أبي خالد واستباح عسكره وكان عبدوس فيما ذكر في أربعة آلاف فارس فلم يفلت منهم أحد كانوا بين قتيل وأسير وانتشر الطالبيون في البلاد وضرب أبو السرايا الدراهم بالكوفة ونقش عليها إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ولما بلغ زهير قتل أبى السرايا عبدوسا وهو بالقصر انحاز بمن معه إلى نهر الملك ثم إن أبا السرايا أقبل حتى نزل قصر ابن هبيرة بأصحابه وكانت طلائعه تأتى كوثى ونهر الملك فوجه أبو السرايا جيوشا إلى البصرة وواسط فدخلوهما وكان بواسط ونواحيها عبد الله بن سعيد الحرشي واليا عليها من قبل الحسن بن سهل فواقعه جيش أبى السرايا قريبا من واسط فهزموه فانصرف راجعا إلى بغداد وقد قتل
(١١٨)