قد ركب الدلفين بدر الدجى * مقتحما في الماء قد لججا فأشرقت دجلة في حسنه * وأشرق السكان واستبهجا لم تر عيني مثله مركبا * أحسسن إن سار وإن أحنجا إذا استحثته مجاديفه * أعنق فوق الماء أو هملجا خص به الله الأمين الذي * أضحى بتاج الملك قد توجا * وذكر عن أحمد بن إسحاق بن برصوما المغنى الكوفي أنه قال كان العباس ابن عبد الله بن جعفر بن أبي جعفر من رجالات بني هاشم جلدا وعقلا وصنيعا وكان يتخذ الخدم وكان له خادم من أثر خدمه عنده يقال له منصور فوجد الخادم عليه فهرب إلى محمد وأتاه وهو بقصر أم جعفر المعروف بالقرار فقبله محمد أحسن قبول وحظي عنده حظوة عجيبة قال فركب الخادم يوما في جماعة خدم كانوا لمحمد يقال لهم السيافة فمر بباب العباس بن عبد الله يريد بذلك أن يرى خدم العباس هيئته وحاله التي هو عليها وبلغ ذلك الخبر العباس فخرج محضرا في قميص حاسرا في يده عمود عليه كيمخت فلحقه في سويقة أبى الورد فعلق بلجامه ونازعه أولئك الخدم فجعل لا يضرب أحدا منهم الا أوهنه حتى تفرقوا عنه وجاء به يقوده حتى أدخله داره وبلغ الخبر محمدا فبعث إلى داره جماعة فوقفوا أحيا لها وصف العباس غلمانه ومواليه على سور داره ومعهم الترسة والسهام فقال أحمد بن إسحاق فخفنا والله النار أن تحرق منازلنا وذلك أنهم أرادوا أن يحرقوا دار العباس قال وجاء رشيد الهاروني فاستأذن عليه فدخل إليه فقال ما تصنع أتدري ما أنت فيه وما قد جاءك لو أذن لهم لاقتلعوا دارك بالأسنة ألست في الطاعة قال بلى قال فقم فاركب قال فخرج في سواده فلما صار على باب داره قال يا غلام هلم دابتي فقال رشيد لا ولا كرامة ولكن تمضى راجلا قال فمضى فلما صار إلى الشارع نظر فإذا العالمون قد جاؤوا وجاءه الجلودي والإفريقي وأبو البط وأصحاب الهرش قال فجعل ينظر إليهم وأنا أراه راجلا ورشيد راكب قال وبلغ أم جعفر الخبر فدخلت على محمد وجعلت تطلب إلى محمد فقال لها نفيت من قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لم أقتله وجعلت
(١٠٣)